إعلان حكومة موازية في دولة واحدة لا يعكس سوى حالة الفوضى السياسية، وحب التسلط على رقاب الشعب الذي أصبح رهينة للقرارات التي تتخذ باسمه، دون العودة إلى المرجعيات والمعايير التي تمنح الشرعية الكاملة الدسم في ممارسة السلطة وإداراتها بصورة رشيدة.
حكومة التأسيس أوالمدلعة فريةً “بحكومة السلام” قول مجانب للفعل، وحق أُريد به الباطل، فكيف يتم مآسسة حكومة حاملة بين يديها غصن الزيتون وأيادي جنودها، بلا هوادة، تبطش المدنيين العزل بالقصف المدفعي، والطائرات المسيرة ليلاً ونهاراً داخل مدينة الفاشر راح على إثرها آلاف الضحايا؟ وكيف يفسر بأنها “حكومة سلام” بينما تحكم حصاراً خانقاً على مدن: الفاشر، كادوقلي، والدلنج ما أدى إلى قتل عدد من الأرواح نتيجة لحالة الجوع والتجويع؟
من هذه المقدمة تبدو أنها “حكومة نقيضة تاماً للسلام” متعطشة لسفك الدماء، لا ترغب إلا في الانتقام من الشعوب العالقة في المدن المحاصرة عن طريق التجويع، وإلقاء القنابل الحارقة على رؤوسهم لإفنائهم جميعاً.
العمدة، باسي بشرى باسي، عمدة قبيلة التعالبة إحدى المكونات العربية بمحلية كأس بولاية جنوب دارفور، تشرفنا بمقابلته بمدينة الفاشر، وقال معلقاً على إعلان حكومة التأسيس:” إن إعلان الحكومة الموازية أراد بها قائد المليشيا، تقسيم وتفريق الشعب الواحد، لكن الإدارات الأهلية كانت يقظة وقدمت أعداداً من الشهداء على رأسهم داوود عبدالكريم الدود للتصدي للمؤامرات المحاكة ضد الوطن الواحد. ” وأيضاً تساءل، لمن تمثلون في حكومتكم وأنتم متعطشون لإراقة دماء هذا الشعب؟
في الأثناء ذاته تحدث إلينا، العمدة، عبدالرحمن عيسى كدادة فضيل، عمدة “أبو سنط” نظارة الشيخ موسى هلال، بشمال دارفور، قائلاً: نرفض رفضاً تاماً إعلان تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا، وأضاف: الباطل زهوق، كفى الغش والخداع، ونحن لن نقبل بالقبلية، ولا الطائفية، ولا العنصرية، ونحن لا نعترف سوى بمؤسسات الدولة القائمة.
من هذا الإعتراف الصادر لمؤسسات الدولة القائمة يحتم عليها القيام بواجباتها ومسؤولياتها كاملة، وترجمة شعار “الأمل” إلى واقع ملموس بفك الحصار الواقع على تلك المدن: الفاشر، وكادوقلي، والدلنح أولاً، بجانب تسريع الخطى لإيصال المساعدات الإنسانية جواً وبراً، ومن ثم السيطرة على حدود الوطن بشكل تام.