الإثنين, يوليو 28, 2025
الرئيسيةمقالاتالحكومة الموازية تكتيك أماراتي للتفاوض. ...

الحكومة الموازية تكتيك أماراتي للتفاوض. بقلم/ زين العابدين صالح عبد الرحمن

تبدأ اللجنة الرباعية التي تضم كل من ” الولايات المتحدة و مصر و السعودية و الأمارات” اجتماعها غد الثلاثاء في واشنطن.ز و يقال أنها سوف تتحول إلي سداسية بإضافة كل من ” بريطانيا و قطر” و اجتماع الرباعية عبارة عن ضغط أماراتي على إدارة ترامب بهدف التدخل لإنقاذ كتلتها العسكرية “الميليشيا و جناحها السياسي” باعتبار أن الجيش السوداني ستطاع أن ينقل الحرب من عدة ولايات، و التي كان قد قام بتحريرها من الميليشيا و نقل الحرب إلي ولايتي كردفان و دارفور.. بهدف التخلص من كل القوة الضاربة للميليشيا، و الضغط عليها لقبولها بالإستسلام، و قبولها التجمع في معسكرات يشرف عليها الجيش و سحب السلاح منها.. هذا الرؤية معلوم أنها سوف تغييرا كليا في الساحة السياسية، و بروز قيادات جديدة في المكونات السياسية و الاجتماعية..

أن تشكيل حكومة موازية في نيالا من قبل الميليشيا و جناحها السياسي، الهدف الأساسي منها، هو التشكيل قبل أقل من 72 ساعة هي عملية تكتيكية لوضعها في أجندة ” الرباعية” باعتبار هناك حكومتان في السودان و يجب الضغط عليهم للقبول بالجلوس على مائدة للتفاوض العسكري بين ” الجيش و الميليشيو ا” على أن تكون هناك مائدة أخرى للقوى المدنية التي تفتح المجال مرة أخرى للقوى السياسية الداعمة للميليشيا و تشكل جناحها العسكري.. و الأمارات استطاعت أن تستخدم أموالها من أجل فرض هذه الرؤية على البعض الدول خاصة أمريكا، و التي استلمت ترليون و أربعمائة مليار دولار بهدف السماح لها أن تنفذ مخططاتها في المنطقة و الذين يقفون وراءها.. و الغريب في الأمر؛ أن جناح الميليشيا لم يترددوا في إطلاق التصريحات التي تنادي بالإسراع للتفاوض لحل قضية الحرب في السودان.. فالكل مرسوم له الدور الذي يجب أن يلعبه لتمرير الأجندة ، و التي تريد أن تهندس المنطقة و خاصة السودان بما يخدم مصالحها، و أن تفرض قيادات بعينها في السودان…

أن اجتماع الرباعية أو السداسية حي ما يريدون تشكيلها، لا تخدم مصالح السودان، لآن بعض الدول في الرباعية أو السداسية هم الذين يقفون وراء إندلاع الحرب، و استخدام الميليشيا و جناحها السياسي كأدوات لتنفيذ مخططاتهم، و قد فشلت في السودان رغم أن الميليشيا استطاعت أن تسيطر قرابة السنتين على العديد من الولايات، و الخرطوم و ولايات الوسط، و لكنها خسرتها بسبب القوف القوي من قبل الشعب و المستنفرين و المقاومة الشعبية و المشتركة، و الذين استطاعوا أن يهزموا الميليشيا في العديد من المناطق و الولايات التي كان تسيطر عليها، و الشعب السوداني وحده صاحب الكلمة الفيصل، و هو القادر على هزيمة الأجندات الإجنبية و الذين يستخدمونهم كأدوات للتنفيذ..

أن الولايات الأمريكية تستطيع أن تمارس الضغ و العقوبات و الكنها لا تستطيع أن تركع شعبا، و أمريكيا تستطيع أن تقدم رؤية مع الآخرين لكنها أيضا لا تستطيع أن تفرضها على الشعب السوداني.. أمريكا فرضت قوى سياسية كاملة على أفغانستان، و لكنها هربت و تعلق كل الذين كانت تستخدمهم كأدوات لتنفيذ مشروعها على أجنحة طائراتها المغادرة، و تسقط جثثهم الرياح متناثرة على أرض أفغانستان.. رباعية واشنطن لن تختلف عن دعوة المبعوث الأمريكي تيم برييلو الذي لوح كثيرا بالعصى، و عندما وجدها لا تخدم أجندته، ذهب للجذرة و لم يجد من ينصاع لدعواته.. و بذات الفعل هلل له الكثيرين بأنه الذي سوف يعبد طريقهم مرة أخرى للسلطة و خاب الفأل…

إذا كانت بعض القوى السياسي قد عجزت أن تجد طريقا لها إلي الشعب، و تقنعه بوجهة نظرها، و إرتات أن تذهب لخدمة أجندة خارجية لكي يشكل لها مستقبلا رافعة للسلطة، تكون ذهبت في الطريق الخطأ، و تكون قد قررت بإرادتها أن تقف في الجانب الأخر المواجه لأغلبية الشعب.. و القوى السياسية التي ذهبت مشاركة بقياداتها في حكومة الميليشيا يجب ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية، و بإنها كانت وراء المعاول التي كانت تريد هدم السودان الواحد.. رغم أن حكومة الميليشيا تشكل في الوسائط الإعلامية، و ليس لها موقع على أرض السودان تستطيع أن تتحرك فيه.. إلا أنها قد كشفت تماما بعد مؤامرتها، و الحركات و الأحزاب المشاركة معها في هذا الفعل.. أما الذين سارعوا بالرأي في الدعوة للتفاوض، هؤلاء سيظلوا على هامش العملية السياسية، و رغم قساوة الحرب و الدمار الذي صنعته لكنها لم تستطيع أن تعي الدرس… نسأل الله حسن البصيرة…

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات