“ما أشبه الليلة بالبارحة’
وهو تشبيه رمزي مع إحالة تاريخية إلى القرامطة في إسقاط معاصر لتأسيس دولة ال دقلو
او الدولة( الدقلاوية)
دولة حمدان دقلو و القرامطة…
حين يُستنسخ الباطل بثوب جديد…..
في التاريخ صفحة لا تكذب ابدا ، تكتب بالدم أحيانًا، وبالخذلان أحيانًا أخرى كما نحن عليه الحال .
ومن بين صفحاتها القذرة ، تقف تجربة القرامطة كأحد أبشع النماذج في العبث بالمقدسات، والتمرد على مركز الأمة، ورفع راية الباطل باسم العدالة.
واليوم، كأنما التاريخ يعيد نفسه، ولكن بلغة سودانية، وأسماء جديدة، وعلى رأسها: حمدان دقلو ومن لف لفهم
من سوح التمرد إلى مشروع دولة
ما بدأ كميليشيا في الهامش، صار طموحًا لدولة.
وما قيل إنه “قائد الدعم السريع الذى نهب الشعب” أصبح يُقدَّم في أدبيات أتباعه كزعيم ثورة، وراعي سلام، ومحرر للشعوب وملهم الأجيال …،,! كأنه جيفارا بدون سيجارا
لكنها شعوب تُباد، ومدن تُحرق، وأعراض تُنتهك.
لقد انتقل دقلو من جغرافيا القتال والإبادة الجماعية إلى مشروع “السيطرة الكاملة”، وبدأ يؤسس لدولة موازية داخل السودان، لها جيشها، إعلامها، مواردها، وممثلوها في الخارج.يالها من مهازل
هذا زمانك يامهازل فامرحي
قد عد كلب الصيد من الفرسان……
القرامطة الجديدة: لا كعبة ولا مركز
كما رفع القرامطة شعار الخروج على الخلافة العباسية، واعتبروا مكة صنمًا يُعبد، فها هو دقلو يرفع شعارًا مبطنًا بخطاب المظلومية والتهميش والتقسيم، ويهاجم المركز (الخرطوم) بوصفها “وكرًا للظلم”، ويستبيحها كما استباح القرامطة مكة يوم سُرق الحجر الأسود تباد الخرطوم عن بكرة أبيها أنها الحلم الضائع لهم
لقد جاء دقلو بخطاب مموَّه عن “العدالة والمواطنة”، لكنه يُبنى على الدم، والقبيلة، والكراهية، والتمكين بالسلاح.والقتل خارج القانون
هي ذات القرامطة القديمة… ولكن بلغة بيانات سياسية مصاغة بعناية، ومواكب إعلامية تسوّق الوهم مع دعم خارجي سخى
عدالة تُداس تحت أقدام المرتزقة
إذا كانت دولة القانون تقوم على المؤسسات، فإن دولة دقلو تقوم على ولاء المليشيات، وتحالفات المرتزقة، وشراء الذمم، والتطهير العرقي، والاختطاف، وحملات الاغتصاب المنظمة، والتكفير الضمني لكل من لا ينتمي لمعسكره.
إنها “دولة القرامطة سوداء”، تتغذى على الفوضى، وتُبنى على أنقاض المدن، تمامًا كما فعل القرامطة حين ذبحوا الحجيج في الحرم، ورفعوا رايتهم على الجثث.
بين سيف الشرعية وسيف القرامطة
حين قررت الدولة العباسية إسقاط قرامطة البحرين، أرسلت جيوشًا فقهية وعسكرية، لأن الخطر لم يكن عسكريًا فقط، بل عقائديًا وفكريًا أيضًا.
واليوم، لا يكفي أن نقاتل دقلو بالبندقية، بل يجب أن نُحارب فكره، ونُعرّي مشروعه، ونكشف أن ما يبنيه ليس وطنًا، بل نسخة سوداء من تاريخنا الأكثر قتامة
إننا نعيش في زمن تختلط فيه العبارات، وتُجمّل فيه الفتن بلغة الحقوق، ويُعاد إنتاج القرمطة بأسماء جديدة.
وإذا لم ينتبه السودانيون، فإننا سنجد أنفسنا تحت حكم قرامطة العصر الحديث، الذين لا يسرقون الحجر الأسود هذه المرة، بل يسرقون وطنًا بأكمله.
ومن الغرائب وسوء المصادفة أن يكون اسم موسس دولة القرامطة اسمه حمدان قرمط وموسس دولة ال دقلو حمدان دقلو
نسأل الله أن لاتحمدوا ولا تسعدوا دنيا وآخرة
والله المستعان
عبدالشكور حسن احمد