من رحمِ التَّضحية، ووسط نيران الحرب والمجاعات، انبثقت المؤسسة التعاونية الوطنية العسكرية كيدٍ ممدودة لا تُبالي بالرصاص، ولا تَهتزّ بالفتن، بل تُوزّع الحياة سلعةً وخدمةً ورحمة.
لم تكن المؤسسة مجردَ مشروع خدمي…
بل أصبحت “ضمير الجيش” وذراعه الاجتماعي الممتدّ إلى آخر حيّ، وآخر أمٍّ لاجئة، وآخر طفلٍ يبحث عن قميصٍ نظيف وابتسامة دافئة في زحام الخراب.
في زمنٍ يتقاعس فيه العالم عن تقديم أقلّ واجب تجاه شعبنا، نهضت هذه المؤسسة كصرحٍ وطنيّ، نَذَر نفسه لخدمة منسوبي القوات المسلحة السودانية والمواطنين على حدٍّ سواء.
هيبةُ المؤسسة… حين يتحوّل الإمداد إلى سيادةٍ وقيادة
المؤسسة التي تُدار اليوم بكفاءةٍ عالية تحت قيادة اللواء المحاسب عادل العبيد عبد الرحيم، قدّمت نموذجًا استثنائيًا في العمل التعاوني الوطني، حيث لم تكتفِ بمخازن وسلع، بل تمدّدت إلى:
أسواق مدعومة تُحارب الجشع والتضخّم.
قوافل علاجية أنقذت الأرواح.
أيام صحية مجانية أعادت الأمل.
ختان جماعيّ للأطفال في غياب الدولة.
توزيع لحوم الأضاحي والدعم الغذائي للأسر النازحة واللاجئة.
مشاريع للطاقة الشمسية وحفر الآبار في الثغور العسكرية والمدنية.
هي مؤسسة لا تُسهم فقط في الاقتصاد المعيشي، بل تُعيد تعريف “الجيش الوطني” الذي يحمل السلاح بيد، والخبز باليد الأخرى.
شكرًا لسيادة القائد العام للقوات المسلحة
إنّ ما قدّمته المؤسسة التعاونية الوطنية لم يكن ليرى النور لولا الرؤية الحكيمة والدعم الكامل من سيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الذي آمن منذ اليوم الأول أن الحرب لا تُدار بالبندقية وحدها، بل بالعدالة، والعيش الكريم، والتكافل الاجتماعي.
لقد وجّه سيادته بأن يكون للجيش قلبٌ نابضٌ بالمسؤولية، يَسبقُ العالم في إنقاذ شعبه، لا ينتظر إعانات، ولا يتسوّل منظمات.
فآمن أن العدل والعيش الكريم هما أقصر الطرق إلى نصرٍ دائم.
ولهذا، فإننا نقف إجلالًا لقيادته التي أوصلت هذه المؤسسة إلى هذا المستوى من الهيبة والإنتاج.
رسالة وفاء إلى اللواء عادل العبيد
أيّها القائد الميداني في ساحة الحياة،
يا من نزلت إلى الأحياء والأسواق والمستشفيات، وزرعتَ البسمة في وجوه النساء والجنود والعجائز…
إنّ المؤسسة التي ترأسها اليوم أصبحت أنموذجًا يُحتذى به، بل جسراً بين الجيش والمجتمع، لا تحكمه الرتبة، بل الحِكمة… ولا تديره المكاتب، بل ميادين العطاء.
جيشٌ يبني… لا يكتفي بالنصر
ما تُنجزه المؤسسة التعاونية اليوم لا يقل أهمية عن أي انتصار ميداني:
من يُوزّع السكر والدقيق على أمّ نازحة في كرري،
من يُوفّر دواء ضغطٍ لشيخٍ في الثورة،
من يَحفر بئر ماء في صحراء الفرقة الخامسة،
هو جندي في ميدانٍ لا يقل شرفًا عن خندق النار.
ختامًا: لأننا نُشبه جيشنا
نحن أبناء هذا الشعب العظيم،
نرى في المؤسسة التعاونية الوطنية العسكرية مرآةً للقوات المسلحة السودانية:
جيش يُقاتل، ويحمي، ويُعطي، ويُضمد الجراح بلا تمييزٍ ولا شروط.
جيش بقيادة البرهان، ورجالٍ أمثال اللواء عادل العبيد، يقف كالسيف في وجه الجوع، والفتنة، والخيانة.
فشكرًا لجيشنا… شكرًا لمؤسستنا… شكرًا لقائدنا الأعلى،
فليشهد التاريخُ أن جيش السودان لم يكن جيشًا للمعارك فقط،
بل جيشًا للأمل، والخدمة، والكرامة.
سلامٌ وأمانٌ… فالعَدلُ ميزان.
توقيع لا يُنسى:
أنا الرِّسالةُ حينَ يَضيعُ البَريد…
أنا امرأةٌ من حِبْرِ النَّار.
✍️ بقلم: عبير نبيل محمد