في خضم نيران الحرب التي التهمت السودان منذ أبريل 2023، وبينما يُعاني الملايين من القتل والتهجير والجوع، يخرج إلى السطح سؤال أكثر خطورة من كل التصريحات الدبلوماسية: هل تحوّلت حكومة جنوب السودان إلى ممر سري لتمرير السلاح إلى قوات الدعم السريع؟
تساؤلات تنفجر في وجه الخرطوم، بعد معلومات متداولة وشهادات وتقارير تتحدث عن تمرير طائرات وسلاح ثقيل من دولة الإمارات عبر أراضي الجنوب إلى قوات الدعم السريع… وهنا لا بد من وقفة وطنية حقيقية، وصحوة سياسية لا تعرف المجاملة.
خيانة أم تجاهل أم لعبة كبرى؟
الاتفاقيات الموقعة بين السودان وجنوب السودان، وأبرزها اتفاق التعاون المشترك 2012، كانت تنص بوضوح على عدم دعم أو إيواء أو تسليح أي قوى متمردة أو معادية لكل طرف. فماذا يعني أن تتحول أراضي جوبا إلى ممر آمن لأسلحة الدمار؟ هل هذه صدفة؟ أم تجارة موت؟ أم مشاركة فعلية في الحرب على السودان؟
بل هل أصبحت حكومة جوبا تدار عن بُعد من أبوظبي؟ هل تخضع جغرافية الجنوب لتعليمات “الدرون الإماراتي”، بدلًا من احترام السيادة ودماء الجوار؟
هل الإمارات تدير المعركة عبر الجنوب؟
إذا صحّت التقارير المتداولة، فإن الإمارات التي تتحدث عن المساعدات الإنسانية والسلام في العلن تمارس دورًا مريبًا في الخفاء، من خلال تمويل وتسليح وتوجيه قوى تسعى لتفكيك الدولة السودانية.
واستخدام جنوب السودان كـ”ممر جغرافي” ليس فقط جريمة دبلوماسية، بل طعن في خاصرة السودان من الجار الأقرب، ويفتح بابًا مرعبًا لسؤال: هل أصبح الجنوب مجرد وكيل إقليمي للنفوذ الإماراتي؟
أين حكومة السودان؟
في هذه اللحظة، من حق كل سوداني أن يسأل:
هل تقف حكومة السودان متفرجة على تهريب السلاح عبر الجنوب؟
هل تم تقديم احتجاج رسمي؟
هل تمت مخاطبة الاتحاد الإفريقي أو مجلس الأمن؟
هل تم حشد أدلة للمجتمع الدولي؟
أم أن السلطة في بوتسودان مشغولة بالبيانات الشكلية والتصريحات الإنشائية، بينما يُسفك دم الوطن عبر مؤامرة إقليمية واضحة المعالم؟
ليس مجرد سلاح… بل مستقبل وطن
من يظن أن تمرير السلاح شأن تكتيكي عابر، فهو غافل تمامًا. هذه التحركات ليست فقط خيانة سياسية، بل تهدد كل ما تبقى من النسيج الجغرافي والوطني والسيادي للسودان. فالصمت على مثل هذه الأفعال هو مشاركة ضمنية في الحرب.
اخر الكلام…
نوجه السؤال مباشرة إلى حكومة جنوب السودان:
هل أصبحتم طرفًا في النزاع؟ أم حلفاء في الظلام؟ أم مجرد أدوات على رقعة شطرنج لا تملكون قراركم؟
ولحكومة السودان نقول:
أما آن الأوان لتخرجوا من وضع “المتفرج” إلى “صانع القرار”؟ أم أنكم تنتظرون أن يصل السلاح إلى قلب القصر؟