الجمعة, يوليو 4, 2025
الرئيسيةمقالاتفي امتحان الكيمياء.. رسبت الوزارة !! ...

في امتحان الكيمياء.. رسبت الوزارة !! انشراح اوشي تكتب….

شهد يوم امس الخميس امتحان مادة الكيمياء لطلاب الشهادة السودانية، وقد وصفه العديد من الطلاب بالصعب والمعقد، بل واعتبره البعض أحد أكثر الامتحانات قسوة في السنوات الأخيرة. لكن ما يجعل الأمر أكثر إيلاماً ليس صعوبة الأسئلة وحدها، بل السياق الذي جرى فيه هذا الامتحان، وسط ظروف استثنائية يعاني منها الطلاب في ظل الحرب والنزوح وانهيار البنى التحتية.
ففي وقت تُفقد فيه أدنى مقومات الحياة الكريمة، من أمنٍ واستقرارٍ ومأوى، ناهيك عن المعينات الدراسية والمراجعة، يجلس أبناؤنا للامتحانات في ظروف لا يمكن أن توصف إلا بالبطولية. طلاب نزحوا من بيوتهم، وآخرون فقدوا كتبهم، وقلوبهم معلقة بأخبار أهلهم وديارهم التي تحترق، ومع ذلك يواصلون الطريق أملاً في مستقبل مختلف تصنعه المعرفة.

في امتحان الكيمياء لم تُراع كيمياء الطلاب وظروفهم. فإن صعوبة امتحان الكيمياء لا تُقاس فقط بما ورد من أسئلة، بل تُقاس بما واجهه الطالب وهو يتعامل معها تحت ضغط نفسي ومعنوي ومادي كبير. إن تحميل الطلاب هذا القدر من التعقيد في الأسئلة دون مراعاة للظروف الطارئة، لا يتماشى مع روح العدالة التربوية، ويغفل تماماً عن السياق الحرج الذي تمر به البلاد.

ومع ذلك، فإن ما يدعو للفخر هو أن هذه الدفعة من الطلاب أثبتت أن الإرادة أقوى من المحن، وأن العلم ما زال في وجدان هذا الجيل الذي يأبى الاستسلام. فهم بذلك لا يجتازون امتحان الكيمياء فحسب، بل يجتازون امتحان الصبر والصمود والمقاومة.

إن هذه التجربة تضع وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية أمام مسؤولية تاريخية: ليس فقط في تصحيح المسار، بل في إعادة التفكير في منظومة التقييم كلها، بحيث تكون أكثر عدلاً وواقعية، وأكثر إدراكاً لمعاناة الطلاب وظروفهم.

ختاماً، تحية لطلاب الشهادة السودانية، وتحية لكل من صمد رغم الألم وواصل الحلم، فهم شعلة الأمل وبداية البناء الحقيقي
لهم التحية وهم يسطرون بصبرهم اقوي قصص الصبر والجلد .
لهم التحية وهم يمضون في مشوارهم غير متعثرين بالعقبات يتكئون علي ثقتهم بأن الله تعالي لا يضيع مجهود ولا تعب .
انشراح اوشي
4 يوليو 2025

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات