الجمعة, يوليو 4, 2025
الرئيسيةمقالاتقصاصات وطنية. ...

قصاصات وطنية. نحن أولى بموسى يا كامل إدريس بقلم: مصطفى عبيدالله

في مثل هذه الأيام، يستعيد المسلمون ذكرى عاشوراء، اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون. لم تكن لحظة الخلاص تلك مجرد نجاةٍ من الغرق، بل كانت إعلانًا صارخًا عن نهاية الاستبداد وبداية عهدٍ جديد من الحرية، والمواجهة، والكدح في سبيل الأرض والكرامة.
فأين هو “موسانا” في السودان اليوم؟
من الذي سيمدّ عصاه ليشقّ لنا بحر التلكؤ والانتظار الطويل؟ أليس من حق هذا الشعب الذي أنهكته الحروب، وشلّته الصراعات – أن يرى يدًا صادقة تمتد إليه، لا لتصافحه بشعارات جوفاء، بل لتمهد له الطريق نحو بناء الدولة، لا هدمها؟ نحو العمل، لا الجدل؟ نحو العدل، لا المكايدة؟
لقد طال الانتظار، وبدأ الإحباط يتسلل إلى القلوب. ففي الوقت الذي تنتظر فيه البلاد انفراجًا، ما تزال الوزارات حبراً على نية التشكيل إلا من خمسٍ فقط – وما زال دولاب الدولة متوقفًا، في انتظار من يدفعه. كأنما لا عقول تُفكّر، ولا قلوب تخشى على الوطن.
ما هذا العجز الغريب؟
ومن منح بعض المسؤولين، خاصةً الصغار منهم، شرعية الاستمتاع بـ”النعيم المؤقت” في بورتسودان؟ وكأنها العاصمة البديلة لسلطة لا تلوي على شيء، وإن مات الناس جوعًا، أو تعطلت مصالحهم، أو تراكمت أوجاعهم؟!
إن أعظم البلاء في مسؤولين لا يعملون، ولا يستحون، ولا يعترفون بالتقصير، بل يرون في بقائهم ببورتسودان ميزة سيادية، لا مسؤولية وطنية
نحن أولى بموسى،يا سيدي. نحن أولى بتلك اليد التي لا تتردد لحظة حين يتطلب الوطن قرارًا حاسمًا.
نحن أولى بعصا تشقّ لنا بحار التردّد والأنانية والمماطلة.
هذه دعوة إليك، سيدي رئيس مجلس الوزراء:
ليكن عاشوراء هذا العام محطةً للتأمل العميق، تضع فيها حدًا لما أنت أعلم به منا من آلام الناس، وأوجاعهم، وشتات أمرهم، بفعل الحرب التي فرضت عليهم.
دعنا نعيد قراءة التاريخ، لا للبكاء على أطلاله، بل لاستلهام معانيه، فنخرج من تيهنا الطويل، وننطلق من جديد بوطنٍ يستحق أن نكون له وجاء.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات