الإثنين, يونيو 23, 2025
الرئيسيةمقالاتعمق المشهد. ...

عمق المشهد. “نحو وحدة الصف الوطني: صمود في الحرب وعزيمة في البناء. بقلم : عصام حسن علي

في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ بلادنا، وبين ركام الحرب وبارقة الأمل، يقف الشعب السوداني أمام تحدٍ أعظم من الرصاص والمدافع؛ تحدي الحفاظ على وحدة الصف الوطني وتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن وأصحاب الأجندات الخفية ومروّجي الشائعات.

لقد علّمتنا سنتان من المحنة أنَّ السودان لا يُحمى إلا بأبنائه، ولا يُبنى إلا بسواعدهم المتكاتفة وقلوبهم المؤمنة بقضية الوطن. لقد قاومنا العدوان صفاً واحداً، من الخرطوم إلى دارفور، ومن الجزيرة إلى كردفان، والآن حان الوقت أن نحشد ذات الهمم من أجل الإعمار والنهوض، أن نقف صفاً واحداً من أجل السلام والاستقرار والعودة إلى الحياة.

المرحلة التي نعيشها ليست ككل المراحل؛ هي لحظة اختبار حقيقية للوعي الجمعي، للثبات على المبادئ، وللإيمان العميق بأن الوطن أكبر من كل الخلافات، وأغلى من كل المصالح الضيقة. ولن تكتب لنا النجاة من دوامة الاحتراب إذا لم نستفد من دروس الدم والدمار، ونفتح صفحة جديدة عنوانها: التسامح، والمشاركة، والمصالحة الوطنية الشاملة.

على الجميع أن يدرك أن كل شائعة تستهدف الجيش، أو تقلل من صمود المواطنين، أو تروّج للفُرقة، إنما تخدم أعداء السودان، وتُضعف مناعة الوطن. وواجبنا جميعاً، حكومة وشعباً وإعلاماً ومجتمعاً مدنياً، أن نتصدى لتلك الحملات الخبيثة بكلمة الحق، والتماسك المجتمعي، ونشر الوعي.

القيادة الرشيدة التي تحملت أوزار الحرب نيابة عن الوطن، ومدّت أياديها للبناء وسط الرماد، تستحق أن نلتف حولها، وأن ندعم جهودها في إعادة إعمار ما تهدم، وفي حفظ سيادة البلاد ووحدتها الترابية.

لقد آن الأوان أن نكون سودانيين بحق: أن نسمو فوق الجراح، أن نحب هذا الوطن كما يستحق، وأن نلبّي نداءه كلما نادى. فقلوبنا على السودان،
خفافٌ عند النداء، وعزيمتنا لا تلين ما دام الهدف هو رفعة الوطن وصون كرامته.

ختاماً، لا خلاص لنا إلا بوحدة الصف، ولا فجر للسودان إلا بإرادة جماعية لا تعرف التراجع. فلنكن أبناء وطنٍ واحد، نختلف في الرأي ونتفق على المصير، نطوي صفحة الانقسام، ونكتب تاريخاً جديداً عنوانه: السودان أولاً… دائماً.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات