الأحد, يونيو 22, 2025

“أنفال” بقلم:بدرالدين عبدالرحمن “ودإبراهيم”. “المغنم السلطوي”حكرا على حركات إتفاق جوبا!!.

عندما بدأت حرب مليشيا “آل دقلو”المتمردة على الشعب السوداني وممتلكاته،قالت حركات دارفور الموقعة على إتفاق جوبا آنذاك:”أنها على موقف الحياد”!،وهو موقف “إنتهازي”محاط بالكثير من التقاطعات والتداخلات التي أبرزها على الإطلاق،الحفاظ على المواقع الوزارية،خاصة ذات الصلة بالمالية والمعادن،وهو مسعي يبين الخطي والهدف”النفعي” فقط،بعيدا عن وضع المصلحة القومية العليا للبلاد فوق أي إعتبار آخر.
لم يكن موقف الحياد هو المنحني “الإنتهازي” الأوحد للحركات،إذ ظهرت على السطح الكثير من المهلكات ذات الظنون والمبنيات القطعية فى الأوقات الغالبة، والتي منها بقاء قيادات الحركات فى العاصمة الإدارية وعواصم الولايات الآمنة الأخري،سعيا ورآء السلطة والثروة ومغنم الذهب على وجة الخصوص،جاء ذلك فى الوقت الذي عاني ويعاني فيه أهل دارفور،من ويلات وجرائم وإنتهاكات مليشيا”آل دقلو”حتي كتابة هذه السطور،دون أن يرمش لهم جفن!.
ومن المحزن،أن الحركات قد وقعت الإتفاق تحت مسمي أهل وشعب دارفور بغرض حمايتهم والمطالبة بحقوقهم،لكن يبقي السؤال الأكثر أهمية:هل قامت الحركات بحمايتهم،أو جلبت لهم حقوقهم،أو حتي لامست ضنك معيشتهم،أو وفرت لهم برامج تنمية وتطور ميدانية محسوسة،أم أن الأمر كله لايعدو سوي كونه،مجرد تحقيق مكاسب شخصية على أكتاف البسطاء؟!.
والحقيقة أن أهل دارفور لم يجدوا غير كتابات ليست ذات معني من قادة الحركات عبر وسائل التواصل الإجتماعي،ومن على الكراسي السلطوية الوثيرة ومن على المكاتب الحكومية ذات العيش الرغيد!!!.
ويطفو على السطح هنا سؤال بالغ الأهمية:لما لم يلبس قادة الحركات المسلحة لامة الحرب وزيها، كى يقاتلوا مع جنودهم فى ميادين وسوح الوغي فى “نيالا والفاشر والجنينة”،هل كان النبي علية أفضل الصلاة والسلام ومن بعده صحابته الكرام،يتحدثون لجنودهم ومن ثم يتركونهم فى ميادين القتال لوحدهم؟!!.
لم ولن تقف المواقف “الإنتهازية” للحركات عند ذلك الحد،كتبت الزميلة المحترمة “رشان أوشي”:(أن حركتي “جبريل” و”مناوي”، سحبتا ممثليهم من منطقة “المثلث” و”كرب التوم”،وعندما سألهم السيد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش،كان ردمهما:”نريد حسما لقضية المشاركة فى السلطة”)!هذا غير مستغرب على الحركات،إلا على غير المتابع لفعائلها القديمة المتجددة،والتأريخ قد وثق ماحدث في غيرما جدال.
وكانت الحركات قبل ذلك،قد إعترضت على قرار حل الحكومة من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء،وإستندوا على أن قرار حل حكومة العميل”حمدوك” أبقاهم على ذات مواقعهم ولم يطالهم!وكأن ذلك أمرا سماويا مقدسا غير قابل للإحلال والإبدال!.
فيما كتب أحد قادة الحركات اليوم منشورا على وسائل التواصل،مليئ بالتهديد والتخويف،فى أسلوب يشبه حل القضايا العالقة وفقا لما عليه “تشاكس الأطفال الصغار” حين يختلفون فى توزيع مغنم بينهم فى أوقات لعبهم!.
أضف الى ذلك التمسك “المريب” للحركات بمناصب وزارتي المالية والمعادن،وقطعهم بأن إتفاق جوبا قد سمي وحدد الوزارات بعينها،وهو مايؤكد أن الحركات تستغفل الشعب السوداني،وتتعامل معه كأنه “الدمية” التى يتم تحريكها كيفما يشاؤون!،وأن هذه الدمية لاعقل لها تميز به صحيح الأمر من خطئه!.
خلاصة الأمر تكمن فى مايلي:

  • أن المواقف “الضبابية”و”الرغائبية”و”الإبتزازية” لحركات دارفور ليست ذات حصر وعد،والأمثلة كثيرة.
  • أنها حركات تسعي لتحسين وتوفيق أوضاعها فقط.
  • أنها حركات بعيده كل البعد عن مصالح ومواجع أهل دارفور.
  • مشاركة الحركات فى معركة الكرامة كانت للحفاظ على مغنم السلطة،وعندما تعرض مغنمها لإنهيار قلعة الرمل، أظهرت الوجه الآخر المعتاد لديها.
  • حركات دارفور “سلطوية” من الطراز الفريد.
  • أنها حركات لم تخرج حتى هذه اللحظة من ثوب “القبلية” الى ثوب القومية الجامعة،إذ أنها لم تتناول أو تتحدث حتى هذه اللحظة بأسم القضايا التى تهم كل أهل السودان مجتمعين،ولم تخرج من ثوب المطالبة بالحقوق بالسلاح الى ثوب التحول الحزبي السياسي السلمي،الذي يأتي للسلطة عبر الإنتخاب الحر لاعبر إتفاقات التنطع والبكاء على اللبن المسكوب.
    والحقيقة الجهيرة الآن،إن حركات دارفور،قد فات عليها أن السودان اليوم ليس هو السودان قبل العام( ٢٠٢٣).
    بمعني أن السودان اليوم حكومة وشعبا لن يرضح للإبتزاز السياسي،ولن يستطيع كائن من كان أن يلوي عنقه أو يده لتحقيق مطلب أو مطمع،ولن تخيفه التهديدات المبطنه أو الظاهره،كما كتب أحد قادة الحركات على مواقع التواصل،فى تصرف طفولى لايشبه القادة!.
    كنا نحسب أن الحركات وقادتها قد “نضجوا” و”أستوعبوا” ماحدث للسودان وشعبه من متغيرات جذرية،وكنا نحسب أن التجارب قد علمتهم،لكنهم أرادوا “الرسوب” عمدا فى إمتحان المصلحة القومية العليا!.
    مبعث الرسالة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء ،والتي لن يحيد عنها كل أهل السودان،الذين أصابهم “التقزز والإشمئزاز” من التصرفات “الصبيانية” للأحزاب السياسية وحركات دارفور الموقعة على إتفاق جوبا،والمليئة “بالأنانية” و”حب الذات” و”التشبث” و”السعي لكراسي السلطة” على حساب أنين المواطن السوداني:(أن أضرب بيد من حديد على كل مواطن الخلل والقصور والفساد،ولاتسمح لأحد أن يبتز حكومة السودان وشعبه،طبق ماأعلنته على الملأ،وستجد الجميع من خلفك،ولاتخف إلا من المولي عز وجل ورسوله الكريم.
    ومن أراد المشاركة وفقا للكفاءة والنزاهه والحياد،بعيدا عن “المحاصصة” فأهلا به،ومن أراد الطعن فى الظهر وفرض النفس إستنادا على السلاح،فإن ماحدث لأوباش “آل دقلو” عظة لمن يتعظ!.
    آخر الكلمات لحركات دارفور:”إنها لاتعمي الأبصار، ولكن تعمي القلوب التى فى الصدور”.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات