في كل بقعة دنّستها المليشيا… هناك خائنٌ يندم، ومقاومٌ يصمد.
وفي كل شارعٍ تحوّل إلى مقبرة للكرامة… هناك من خان بوعي، ومن نزف بشرف.
اليوم، تقف الحقيقة عارية:
المليشيا إلى زوال، والخونة إلى لعنة، والسودان إلى نهوض.
لقد سقطت الأقنعة، وسقطت معها وجوهٌ نافقة، ظنّت أن الغدر وطن، وأن العمالة بطولة، وأن بيع الجيش يُقابله مكسب.
لكن لا شيء أغبى من خائنٍ يظن أن الذئب سيتركه حيًّا بعد أن التهم القطيع.
حين يُطارد الخائن بذات السكين
الذين هللوا للمليشيا، وسوّقوا لأكاذيبها، ووشوا بأهلهم، وساهموا في تعذيب الأبرياء…
أصبحوا اليوم أهدافًا سهلة لنفس العصابة التي خدموها.
طُردوا، ضُربوا، أُذلوا، وها هم يتوسلون العفو ممن لم يعرفوا يومًا للوفاء طريقًا.
فهل هذه مرارة الخيانة؟
أم هذا طعمها الحقيقي حين تعود إليك خنجرًا في ظهرك؟
لمن خان الجيش… لا مقام بيننا
لا عذر لمن باع الجيش.
لا كرامة لمن سجد للمليشيا.
ولا مستقبل لمن جعل بندقيته موجّهة نحو وطنه.
الجيش السوداني ليس مؤسسةً عسكرية فحسب، بل روح هذا الوطن وحصنه الأخير.
من خانه، فقد خان السودان.
وسواء تظاهرت بالندم، أو جئت تائهًا بعد الصفقة…
فمصيرك: الخذلان والتعرية والعزل الشعبي التام.
نداء إلى الشرفاء: تمسكوا برايتكم
إلى الذين صمدوا رغم الجوع والخوف والرصاص…
إلى من وقفوا في وجه الموت ورفضوا خيانة الجيش…
إلى من هجّروا ولم يبيعوا ضمائرهم، وأُسروا ولم ينكسروا…
أنتم من سيكتب التاريخ أسماءكم بماء الشرف.
أنتم النصر الحقيقي.
أنتم جيل الدولة القادمة، دولة القانون والجيش الواحد، لا مليشيا ولا فوضى ولا عصابة.
وهنا… نرسم الخاتمة والبداية
هنا سقط الخونة…
في دروب الذل والندم والرخص.
هنا بدأ النصر…
في ميادين الجيش، وعلى أكتاف المقاومين، في صوت أمٍ لم تركع، وفي صمود أبٍ لم يخن.
وهنا ستقوم الدولة من جديد…
دولة لا يسود فيها خائن، ولا يُرفع فيها سلاح إلا لحماية الوطن.
فلتسجلها الأيام…
وليشهد عليها كل من ظنّ أن المليشيا ستصنع مستقبلًا.
لقد احترقوا بنارهم…
وبقي السودان.