واحدة من الأشياء التي فرضتها ظروف الحرب علي اغلب الناس خاصة في ولاية الخرطوم الخروج قسرآ من منازلهم للبحث عن أماكن آمنة تجنبهم القتل والتنكيل .. والخروج من البيت في زمن الحرب يعني الخروج الي المجهول مفتوح الاحتمالات…رغم الآمال العراض التي تساور النازح واللاجئي في أن يعيش ولو ليلة واحدة هادئة آمنة مستقرة بلقاء من هم يدركون جيدآ متاعب ومصاعب الرحلة من ارض الموت الي ارض الحياة إلا أن هذه الآمال والتطلعات البسيطة تتكسر أمام اول صخرة تواجه الباحث عن مأمن حينما يطرق باب ( الإيجار) ليستر أسرة ويحافظ علي كرامتها وما تبقي لها من انفاس تكابد بها مصاعب الحياة …لن أتحدث عن كل الولايات الآمنة خاصةً بعد التحرير الكامل لولاية الخرطوم وعودة عدد مقدر من المواطنين الي منازلهم رغم انعدام مظاهر الحياة في عدد من الأحياء والشوارع للهجر الطويل الذي طالها بفعل الحرب أو بسبب غياب الخدمات الاساسية مثل المياه والكهرباء..رغم هذه العودة داخليآ من أحياء ولاية الخرطوم الآمنة الي المحررة منها إلا أن سماسرة الإيجار وتماسيح هذا المجال لا يزالون يضربون عرض الحائط بالدروس والعبر المفروض استيعابها من خلال الظروف التي ألمت بالبلاد و يتعاملوا في حدود الممكن والمعقول حسب ظرف الناس وحاجتهم للسكن إلا أن كثيرين منهم لأ أقل الكل يضغطون علي زناد الجشع والطمع ليقضوا علي الرحمة والرأفة المطلوبة بين ابناء البلد الواحد الذين عرفوا بأغاثة الملهوف وإكرام الضيف وغيرها من القيم النبيلة .. أنا لست بصدد الإعلان عن الأسعار الفلكية التي يطليها السمسار أو المالك لإيجار منزل متواضع أو شقة خربة بل أن القصة تجاوزت هذا الأمر بكثير حيث ظهرت علي وسائل التواصل الإجتماعي بعض المجموعات الأسفيرية تحمل أسماء متعددة تعلن من خلالها عن توفر عروض عقارات للايجار وتستغل حاجة المواطنين في ذلك وهم ليسوا بأصحاب الملك أو من جاورهم ولكن من باب الاحتيال تتم عملية الإيجار بصورة عفوية ويتم دفع مبالغ لهؤلاء الأشخاص من دون علم صاحب العقار والذي في احابين كثيرة يأتي لاستلام منزله أو شقته فيجدها مؤجرة لأسرة تدفع كامل ماعليها لشخص غير معلوم لديه لنبدأ سلسلة من المتاعب للأطراف كافة .. لذلك هي رسالة للسلطات و لجميع ملاك العقارات وطالبي الإيجار إحذروا العقودات الشفوية والمعاملات العفوية لتضعوا حدا لهذه الأجسام الطفيلية التي تتغذي علي حاجة ومعاناة البسطاء في زمن الحرب .