خرج علينا الشقي محمد حمدان دقلو ، زعيم المليشيا المتمردة، بخطابٍ جديدٍ يفيض بالزيف والكذب، ويعج بالتناقضات والترهات ، ويعكس حالة من الضياع السياسي والارتباك العسكري . خطاب مشوّه خبط عشواء ، محاط بهالة من الشكوك وانعدام المصداقية، تماماً كمنظومته المسلحة التي احترفت التوحش ومارست كل ما يخالف القانون الدولي من جرائم حرب، واغتصاب، ونهب، وترويع للمواطنين الأبرياء.
لكن الأكثر إثارة للغثيان في هذا الخطاب، هو تكرار عبارته المستفزة “شعبنا الصابر”. عن أي شعب تتحدث؟ وإلى من توجه خطابك؟ هل إلى ذلك الشعب الذي هجّرته مليشياتك من دياره، وانتهكت حرماته، ودمرت بنيته، وذبحت أطفاله أمام أعين أمهاتهم؟ أم إلى من أحرقتم قراهم ونهبتم مدنهم، واستباحت أيديكم أعراض نسائهم؟!
يا حميدتي، إن كان فيك بقية من وعي، فاعلم أن هذا “الشعب الصابر” قد دفنك حياً في ذاكرته، وعدّك من الأموات وإن بقي صوتك يخترق شاشات الإعلام الكاذب. فالشعب الذي تتحدث باسمه، لم يعد يراك إلا مجرماً فارّاً من العدالة، وقائداً لعصابة فاشلة تحولت من قوة غاشمة إلى شتاتٍ هارب هائم على وجهه ، تتوسل الحماية الدولية وتختبئ خلف الدروع البشرية.
لقد تركت مليشياك ميادين القتال مكرهةً، لا بطولة ، بعد أن تجرعت مرارة الهزائم المتكررة على أيدي جيشنا الباسل . تراجعتم من الخرطوم إلى غرب السودان، ثم إلى ما بعد حدود الحضور، وأصبحتم كالمُنبتّ لا أرضاً قطعتم، ولا ظهراً أبقيتم.
أما أنت، فإنك تحاول عبر هذه الخطابات البائسة أن تبث في نفسك وهماً بالبقاء، لكن الحقيقة أن شعبنا تجاوزك، ودفنك في مقابر الخيانة والدم. فلا ذاكرة التاريخ ستسامحك، ولا صبر السودانيين سيتسع لجرائمك، ولا مستقبل للوطن يمكن أن يتسع لظلّك. كفى فقد انتهى زمن الكذب والخديعة. فهذا الشعب الذي تتحدث باسمه، قد قال كلمته: “لن نغفر، ولن ننسى، ولن نصالح القتلة.ولو تعلقتم بأستار الكعبة ..