الأربعاء, سبتمبر 3, 2025
الرئيسيةمقالاتإلى الذين راهنوا على السراب… الفرصة الأخيرة قبل الطوفان ...

إلى الذين راهنوا على السراب… الفرصة الأخيرة قبل الطوفان بقلم: عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

إلى كل من ساند مليشيا التمرد في دارفور من بعض القيادات القبلية، نقولها اليوم صريحةً واضحة: الجيش السوداني قادم.
قادم ليستعيد كل حامية، وكل شبر، وكل مؤسسة دنّستها الأقدام الغادرة. قادم بجيش كالسيل الجارف، لا يوقفه حاجز، ولا تُرهبه حشود المرتزقة.

هل تظنون أن انسحاب الجيش من الفرق والسرايا كان هزيمة؟
كلا، والله… لقد كان انسحابًا تكتيكيًا، محسوبًا، في معركة أكبر من أن تدركها عقول المرتزقة وصنّاع الفتنة.
لقد كنتم تعلمون ذلك جيدًا… ورغم علمكم، راهنتم على الخيانة، على السراب، وعلى مشروع لا ناقة لكم فيه ولا جمل.

اليوم، المعركة قد انقلبت، والجيش الذي حسبتموه غائبًا قد عاد… عاد أقوى، أصلب، وأشدّ بأسًا.
انتصاراته تتوالى، صفوفه تتماسك، ومعنوياته في عنان السماء.
فهل تظنون أنكم ستنجون عندما ينقلب الموج عليكم؟
هل تظنون أن نار الفتنة التي أوقدتموها في صدور أبنائكم، وقودًا لمليشيا عميلة، لن تعود لتحرقكم أنتم؟

إنكم تلعبون بالنار في بيت من القش، وتغرقون في سفينة ثقوبها تملأ البحر، وقائدها أصابه الجنون.
فما عادت الحرب بين قبائل، ولا بين جهات…
بل هي حرب بين وطن وجراحه، وجيشه ومليشيا باعت شرفها في سوق العمالة.

افهموها الآن، قبل أن تُقصف بيوتكم، وتُفرَّق صفوفكم، وتندموا حيث لا ينفع الندم.
هذا الجيش هو جيش كل السودان، فيه منكم ومن غيركم، فيه الشمالي والشرقاوي، الجنوبي والغربي، فيه من قاتل وافتدى الأرض، وفيه من استُشهد وترك خلفه طفلًا لا يزال ينتظر أن يُقال له: “أبوك مات من أجل وطنك”.

اقفزوا من السفينة الغارقة قبل أن يبتلعها الطوفان.
انسحبوا من خندق الخيانة، وأوبوا إلى رشدكم، فلن تنفعكم المليشيا، ولا الذين وعدوكم بجنات السلطة، وقد أُغلقت أبوابها في وجوههم.

يا أبناء القبائل الحرة، لا تكونوا وقودًا لمحرقة ستأكلكم قبل أن تطال أعداء الوطن.
عودوا إلى جيشكم، انضموا إلى صف الوطن، فالتاريخ يسجل، واللحظة لا ترحم، والعقاب آتٍ لا محالة.

أما أنا، فقد بلغت… اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات