الفن رسالة سامية لمن يدركون قيمتها ويعرفون ماهيتها وكنهها فالفنان حقا أنسان تتجسد فيه معاني الانسانية والحب والجمال والوفاء والنقاء يبادل الناس المحبة ويهتف بالجمال .
في زمن التلوث السمعي والبصري الكبير قل من تجده محافظا على هذه المعاني هنالك من غرتهم الدراهم واصيبوا بداء العظمة وحب الشهرة على حساب القيم والاعراف والتقاليد صاروا أبعد مما نتخيل عن الرسالة التي نعنيها.
ساحتنا السودانية كغيرها من الساحات غنية بمبدعيها جميلة بفنها الاصيل وتتميز بلون خاص رغم ما افسده البعض قصدا اوبغير قصد يظل المبدع السوداني مختلفا.
ادهشتني حد الدهشة الفنانة المبدعة منى ابوروف بت الديم وانا اتجاذب معها اطراف الحديث وهي تحمل هم وطن بأكمله واحلام شعب وطموحات أمة تؤدي رسالتها الفنية والانسانية بمهنية عالية تجمع بين الصوت الملائكي الطروب وبين القلب الكبير المحب للخير تمد يدها بيضاء لمساعدة الضعفاء في زمن أمسك فيه الاغنياء ايديهم عن العطاء توفر معينات الاشخاص ذوي الاعاقة في زمن اصبح فيه المجتمع معاقا لايفرق بين الواجب والمستحب.
تسهر منى على خدمة المرضى وتباشر مهام المنظمات التطوعية إنابة عنهم بامتياز فمن رأها توزع فرحة العيد بنفسها يتعجب!
لله درك يابت ابوروف طبتي اينما حللتي ودمتي غيثا أينما وقع نفع.
ما ادهشني حقا الاهتمام بتراثنا السوداني وثقافتنا السودانية وأنا استمع إليها بدأت اتخيل انني اتنقل في بيت التراث لما لها من علاقة وطيدة واهتمام كبير في هذا المجال.
منى ابوروف تغنت للحب وللجمال وللوطن ولوحدة وادي النيل ظلت تحمل في صدرها حب هذا الوطن الذي لطالما تغنت له ولجيشه الباسل بأجمل الكلمات.
إنها مطربة بلون خاص إن جاز لي التعبير (فنانة شاملة وسفيرة للنوايا الحسنة ) لعمري ماوجدت إمرأة بقلبها الكبير.
سادتي مهما حاولت التحدث اجد نفسي عاجزة عن وصفها ولكن اترك لكم المساحة كي تبحثوا عنها وتسمعوا لها ولحكاياها المليئة بالدهشة في حواري مصر المحروسة ومدنها الواسعة وهي تعبر عن بت البلد الاصيلة وابحثوا عن غنائها الملئ بالحنين.
حاجة اخيرة..
الى الذين يوهمون انفسهم بأنهم مبدعون طريق الفن شائك وصعب ومن لم يستطع اثبات ذاته سيسقط الى الهاوية فانتبهوا قبل فوات الأوان.