الإثنين, يونيو 9, 2025
الرئيسيةمقالاتالسودان يعود للاتحاد الإفريقي .. ...

السودان يعود للاتحاد الإفريقي .. بقلم د.إسماعيل الحكيم..


أعلن الاتحاد الإفريقي في بيان رسمي يوم السبت عن رفع تعليق عضوية السودان وإعادته إلى موقعه الكامل في المنظمة القارية في خطوة تحمل أبعادًا سياسية ورسائل إقليمية بالغة، مؤكدًا أنه “يتابع عن كثب تطورات الأوضاع في السودان، ويجدد التزامه بدعم سيادة الدولة السودانية ووحدتها الوطنية”.
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف ، صرّح عقب القرار قائلاً:
“الاتحاد الإفريقي يقف إلى جانب السودان حكومةً وشعبًا، ولن يسمح بانتصار المليشيات على الدولة. هذه معركة كرامة تخص كل إفريقيا، لا السودان وحده.” وبالمقابل رحبت الحكومة السودانية بقرار الاتحاد، واعتبرته “خطوة في الاتجاه الصحيح تعيد الأمور إلى نصابها”. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، جاء فيه:
“عودة السودان لموقعه الطبيعي داخل الاتحاد الإفريقي تمثل اعترافًا بشرعية الدولة السودانية ومؤسساتها الدستورية، وتؤكد فشل محاولات التمرد في تشويه صورة السودان دوليًا.” وأضاف البيان .. “نتطلع إلى دور فعّال من الاتحاد في التصدي لكل محاولات تقويض الأمن والاستقرار، ومحاسبة الأطراف التي تعبث بسيادة الدول تحت ذرائع زائفة.”
ومما لا شك فيه أن عودة السودان إلى الاتحاد الإفريقي بعد سنوات من التجميد لم تكن عودة إدارية طارئة ، بل تعكس اعترافًا ضمنيًا بشرعية القيادة السودانية الحالية، خاصة في ظل المواجهة المفتوحة مع المليشيا المتمردة التي تحاول إسقاط الدولة بقوة السلاح والتحالفات الخارجية والمؤامرات اللا إنسانية .
و تعتبر عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي عودة الي مكانه الطليعي والطبيعي في كل مؤسسات الاتحاد، بما فيها مجلس السلم والأمن الإفريقي، مما يتيح له التأثير في صناعة القرار القاري والدفاع عن قضايا كلها دون من أو أذى .. وتمثل هذه العودة فرصة للدعم والمناصرة إذ سيفتح هذا القرار الباب أمام بعثات تقصي الحقائق، والدعم الإنساني، وربما الوساطة المشروطة بين الأطراف من داخل البيت الإفريقي وليس خارجه.
كما أنه من المرجح أن يُعيد هذا القرار بعض الدول الإفريقية التي انحازت – صراحة أو ضمنيًا – للمليشيا إلى مراجعة مواقفها ومراعاة المصالح القارية المشتركة.
وعلى الرغم من أن بعض الدول الإفريقية اتخذت مواقف مربكة وضبابية في بداية الحرب ، إلا أن إعلان الاتحاد الأخير وعباراته الصريحة عن دعم “الدولة الشرعية في السودان” تعد محطة جديدة لإعادة اصطفاف المواقف داخل القارة وأن السودان ليس وحده ، وهى الرسالة الأقوى ..
فالسودان لم يعد شأنه “ملف أزمة” على طاولة الاتحاد الإفريقي، بل عاد كصاحب قضية عادلة، وشريك شرعي في مستقبل القارة. وليس المطلوب من الاتحاد الأفريقي دعم سياسي فقط، بقدرما الحاجة إلى مواقف حازمة تمنع تسليح المليشيات وتدين التدخلات السافرة التي تهدد أمن السودان، والذي هو أمن وأمان القارة كلها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات