الإثنين, يونيو 9, 2025
الرئيسيةمقالاتطرد الدبلوماسيين السودانيين..وثيقة إدانة جديدة .. ...

طرد الدبلوماسيين السودانيين..وثيقة إدانة جديدة .. بقلم د.إسماعيل الحكيم


أقدمت حكومة الإمارات على احتجاز وطرد عدد من الدبلوماسيين السودانيين من أراضيها، في سابقة خطيرة وانتهاكٍ فجٍّ لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ، فهذا تصرفٍ لا يصدر عن دولة تدّعي احترام السيادة والقانون الدولي، ولكنه مشروع إقليمي خبيث يتغذى على زعزعة أمن الشعوب وإسقاط الدول المستقلة لتحقيق مصالح بالوكالة .
هذا السلوك لا يمكن إدراجه في خانة “الخطأ البروتوكولي” ولا يمكن تبريره بـالإجراءات الأمنية اللاحقة، بل هو تصعيدٌ سياسيٌ متعمّد ومكشوف، يسفر عن الوجه الحقيقي لأجندة إماراتية باتت معروفة للسودان الموحد ، الحر، السيّد .
فماذا تريد الإمارات من السودان الذي صنعها ؟ ألم تكتفِ بعد بتمويل مليشيا “الدعم السريع” التي ارتكبت أفظع الجرائم بحق المدنيين؟ ألم تكتف ِ بتسليحها بالطائرات المسيّرة التي قصفت الأسواق والمساجد ومنازل الأبرياء؟ ألم تكتف ِ بإيواء المطلوبين دوليًا، والدفاع عنهم في المنصات الإعلامية الظاهرة منها والباطنة ؟
فاليوم تُضيف أبوظبي إلى سجلها الأسود صفحة جديدة من العبث والفوضى ، وذاك لما أقدمت على إهانة دبلوماسيين سودانيين يمثلون دولة ذات سيادة ووزن ، في رسالة مفادها: “لن نسمح لكم باستعادة دولتكم المستباحة، ما لم تنحنوا لمشروعنا.لكنها رسالة موجهة إلى العنوان الخطأ في الوقت الخطأ .
فالسودان الذي يخوض اليوم حرب الكرامة نيابة عن إفريقيا والمنطقة حوله، ليس ذاك البلد الهشّ الذي يسهل إخضاعه ويمكن ترويضه .فالسودان اليوم أقوى من أي وقت مضى، إذ يتكئ على شعب صلب ، وجيش وطني قوي ، وإرادة حرة لا تُشترى ولا تستبدل .
ومن كان يظن أن مثل هذه الإهانات ستدفع السودان إلى مراجعة قراره بقطع العلاقات مع الإمارات، فهو واهم ، بل غارق في الوهم. فقرار الخرطوم السيادي بإنهاء العلاقة مع من دعموا المليشيا، هو موقف أخلاقي وتاريخي لا يُراجع ولا يُساوَم عليه.
والحقيقة التي يجب أن تُقال بوضوح إن الإمارات لم تعد طرفًا محايدًا، بل أصبحت شريكًا أصيلًا في إراقة الدم السوداني وزعزعة أمنه وأمانه، وستُذكر في ذاكرة الشعوب كدولة دعمت المرتزقة والمليشيا، وحاربت دولة السودان ، وأحرقت قيمها باسم الاستقرار والبقاء .
إن الرد السوداني يجب أن يكون حاسماً وقاطعاً بحجم إهانة التصعيد الدبلوماسي في المحافل الدولية والإنسانية . بل وفتح ملفات الدعم العسكري الإماراتي للمليشيا أمام الأمم المتحدة. مع توثيق الانتهاكات بحق الدبلوماسيين، وتقديمها كأدلة ضد تدخلات أبوظبي السافرة والعلنية .
وأقول نقلاً عن أهل السودان في ميادين الكرامة “لن نركع ، ولن ننكسر، ولن نُخدع”.
وكلما اشتدت الحرب، ازددنا صلابة وشكيمة ، وازداد الجيش إيمانًا بعدالة قضيته، وستشرق شمس السودان من جديد بإذن الله، رغم كيد الكائدين، وخيانة القريب قبل البعيد. Elhakeem.1973@gmail.com

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات