تقول الرواية ان الشيخ عبد الرحيم البرعي شيخ شيوخ خلاوي الزريبة المعروفة لتحفيظ القرأن الكريم بشمال كردفان وصاحب (الذخيرة) الكبيرة من قصائد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم التي وجدت حظها من الانتشار والقبول عند الشعب السوداني بل تجاوزته الى شعوب اخرى خارج حدود السودان
تقول الرواية ان الشيخ عبد الرحيم البرعي كان مسافرا الى الاردن وتأخر قليلا بعد اقلاع الطائرة من مطار الخرطوم وابدى مرافقيه قلقا من هذا التأخير ولكن بعد وصول مرافقيه الى العاصمة الاردنية عمان فوجيء مرافقي الشيخ البرعي أنه قد سبقهم الى الفندق في عمان وهم قد تركوه في الخرطوم ولم يجدوا اي تفسير منطقي لهذا الذي حدث، فالرجل فاتته الطائرة في الخرطوم فكيف يصل قبل الذين كانوا فيها الى عمان؟!!
وكثيرون منهم عزوها الى (بركة) الشيخ وهم في الاصل من المريدين
ولكن الشيخ البرعي قد اخرجهم من حيرتهم وحتى لاتذهب عقولهم أبعد من ذلك فقال لهم بعد مغادرة طائرة الركاب وجدت طائرة شحن تحمل لحوما متجهة الى الاردن وعرف طاقم طائرة الشحن بأمرى واصطحبوني في طائرتهم وذهبت الطائرة مباشرة الى الاردن وتوقفت طائرة الركاب في القاهرة قبل ان تصل الى عمان لهذا وصلت قبلكم.
وبذات الفهم كانت وسائط الإعلام تنقل ان قائد درع السودان أبو عاقلة كيكل موجود في أمدرمان للمشاركة في تحرير منطقة الصالحة التي تقع في غرب أمدرمان على ضفة الغربية (للنيل الأبيض) وإن الهجوم سيكون بعبور النيل الأبيض لينضم الى القوات المسلحة في الضفة الغربية للنيل الأبيض.
ولكن تفاجأ متابعو حرب الكرامة عبر وسائط التواصل ان القائد كيكل ليس موجودا في صالحة على (النيل الأبيض)
ولكنه موجود في ولاية نهر النيل. في عطبرة والدامر وشندي والمتمة ،على ضفاف (نهر النيل).
وقد لا يكون في الامر (بركة) ولا(صلاح) كما هو عند الشيخ البرعي ولكن كيكل شارك في معركة جسر سوبا على (النيل الأزرق) ها هو يشارك في تحرير الصالحة بامدرمان على ضفة (النيل الأبيض) ولكن كانت المفاجأة انه ظهر في (نهر النيل) ونهر النيل يتكون من إلتقاء النيلين ( النيل الأزرق) و(النيل الأبيض) في المقرن بالخرطوم.
فكيف إنتقل كيكل من الصالحة على (النيل الأبيض) ليكون في شندي على ضفة (نهر النيل) الشرقية.
بالتأكيد لم تحمله طائرة على متنها شحنة (لحوم ) كما حدث للشيخ البرعي وإن كانت( اللحوم) و(الضبيحة) عند اهل (البطانة) التي ينتمي إليها كيكل هي من علامات إكرام الضيف.
ولكن الحقيقة ان القائد كيكل لم يكن في أمدرمان أصلا بل كان في بورتسودان وجاء الى نهر النيل من هناك لزيارة اسر شهداء درع السودان في معركة الكرامة في ولاية نهر النيل في مناطق الزيداب ومويس جنوب شندي.
ولكن القائد كيكل ان لم يكن ( أمسى) في أمدرمان (سيصبح) فيها ليقود معركة (النيل الأبيض) لتحرير الصالحة مثل ما قاد معركة (النيل الأزرق) لتحرير (جسر سوبا) والمناطق المجاورة.
فإن كان الله قد يسر للشيخ البرعي طائرة شحن اللحوم ليصل العاصمة الاردنية عمان فإن الله يسر للقائد كيكل المشاركة في معارك النهرين الأبيض والازرق بالخرطوم لتحمله اللاندكروزر من شندي على ضفة (نهر النيل) الى الصالحة في أمدرمان على ضفة (النيل الأبيض).