الإثنين, يونيو 9, 2025
الرئيسيةمقالاتزاوية خاصة. ...

زاوية خاصة. نايلة علي محمد الخليفة. حمير بشرية نافقة

من أطرف الأخبار التي قرأتها، خبراً نُسب إلى نقيب الفلاحين المصريين، يشكو فيه تراجع عدد الحمير في مصر من ثلاثة ملايين حمار إلى مليون حمار.
فسألت نفسي: أليس لنا نقيب فلاحين في السودان؟
فاستدركت أن هناك اتحاد مزارعين، لكن اختصاصه في الزراعة، وعدد الأفدنة، وما ينتجه الفدان الواحد من محاصيل العروة الشتوية والصيفية، واستحقاقات المزارعين، ما لهم وما عليهم.

نحن، كشعب سوداني، نملك أكبر رصيد من الحمير، فمنها الحمير ذات الأربع أرجل، ومنها ذوات الاثنين!
نعم، حمير من فصيلة البشر.
ليس بالضرورة أن يكون الحمار حماراً من فصيلة الحمير المعتادة، فهناك “حمير بشرية” تماثل تلك في الفهم، مع الاعتذار لمملكة الحمير المبجلة.

فلو تقدمنا خطوة، وتم تكوين نقابة فلاحين في السودان، وقامت بإحصائيات دقيقة لأعداد الحمير التي نفقت أو هلكت في سنوات الحرب الإثنتين، لكانت الأرقام صادمة!
فالحرب حصدت أرواح أعداد مهولة من “الحمير البشرية” التي تحمل الجنسية السودانية، بل وامتد حصاد رؤوس الحمير إلى “الحمير المرتزقة” التي أُقتيدت إلى المحرقة من دول مختلفة، بقدميها!

عزيزي نقيب الفلاحين السودانيين، الذي لم يولد بعد،
نحيطكم علماً بأن السودان فقد الكثير من الحمير، لغبائها المركب، بحجة القضاء على دولة 56، ومحاربة الفلول، وجلب الديمقراطية.
وبعض الحمير ما زالت ترابط في الميدان السياسي، تنهق وتشهق في انتظار أن يجلب لها جناح الحمير والمستحمرين العسكري “الديمقراطية المفترى عليها”.

كما لا يفوتنا أن نذكّرك أن الحمير البشرية النافقة في السودان سلالات؛ أعلاها “الماهرية”، والمتبقي “فلنقايات”.
أما الحمير المرتزقة النافقة، فيأتي في مرتبتها الأولى “الحمير الإماراتية”، ثم “الأوروبية”.
أما الحمير الإفريقية، فـ”تموتة جرتق” بالسوداني!

ذات مرة، جلس الأب يدارس ابنه، الذي يمتاز بقلة الذكاء المفرط، لدرجة أن المدرسة طردته لبلادته.
فعزم الأب أن يغيّر من واقع ابنه، ويجعله ذكياً.
فبدأ له بالحرف “ألف” كدرس أول، وأخذ يكرر له الحرف، ويستكتبه على الأرض والورق.
وعندما سأله عن ماهية الحرف، أجابه: (عصاية أبوي الحاج)!
فضربه على جنبه، وزجره بكلمة: “حمار!”
فقال له:
– أنا ما حمار يا أبوي، شايفني بهنق ولا باكل عيش؟
فرد عليه الوالد:
– إنت يا حمار، فاكر الحمار إلا يهنق أو ياكل عيش أو يربطوه في الزريبة؟ ما في حمير زي نوعيتك دي، العامل المشترك بينها وبين الحمير العادية “عدم الفهم”!

فما أكثر “الحمير البشرية” التي نفقت في الحرب، وما أحوجنا إلى نقيب فلاحين لحصر أعداد الحمير النافقة…

لنا عودة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات