هناك فرق بين الشوفينية و الشوفانية من شُوف بالعامية السودانية اي نَظَر (شوفني بعمل في شنو أو شوف داك بعمل في شنو أو شوف ديلاك بعملوا في شنو) اما الشوفينية المفردة تاريخياً تعود إلى الجندي الفرنسي نيكولا شوفان الذي حارب في جيش نابليون بونابرت في القرن الثامن عشر الميلادي ولأن شوفان أصيب إصابات بليغة في المعارك وأخلص في العمليات الحربية كان مثالاً في الفداء والولاء المُطلق للقيادة وتم تخلّيده في الأعمال والمخطوطات الفنية بوصفه أنموذجاً للوطنية.
فالانتماء الصادق للوطن والثقة المطلقة في القيادته والفخر والإعتزاز العارم بالوطنية التي تأتي من غير تكلُف وقصد كلها عوامل تُغذي المشاعر الشوفينية ، وترفدها بأسباب التنامي ويصبح صاحبها أيقونة بلغة الحاضر كما نيكولا شوفان ، اما عندما تتعمد تسليط الضوء على شخص ما أو أن شخص ما يتعمد تسليط الأضواء على نفسه بتجنيد مجموعة تروج له ليصنع من نفسه أيقونة ويتصدر المشهد في الشيء واللاشيء هذا يسمى شوفانية بالسوداني.
فمن إفرازات الحرب السودانية وإيجابياتها ميلاد أيقونات تلقائية حجزت مواقعها في قلوب الشعب السوداني بفدائتها وشجاعتها في ميادين القتال فمنها من قضى نحبه ومنها من ينتظر ولكن هذه الحرب لا تخلو من سلبيات في صناعة الأيقونات خاصة في المجال الفني والإعلامي الذي أتخذ من الشوفانية سبيلاً للظهور.
ما الذي يعنيه ظهور زيد أو عبيد من الإعلاميين وحوله حاشية من المصفقين يثقون فيه لدرجة القداسة فقط لأنه زول z أو x من أعضاء السيادي أو أحد قادة الحركات فيتبختر هذا أو هذه بين زملاءه ويرى نفسه ملك الملوك وماعداه سبايا وحواشي ، وكل ما سنحت الفرصة دلق لجمهوره صورة مع المسؤول الفلاني والقائد العلاني … شوفني انا بتصور مع من؟.
ما المغزي أن تهبط الطائرة في مدرج المطار تتبعها أعين الكاميرات لتصور خطوات المغني أو المغنية من وإلى ثم تعود الطائرة وعلى متنها ذات الطائر إلى حيث أتت بعد أن التقط لنفسه عدد من الصور في عدد من المواقع وربما بالزي الرسمي فهذه عين الشوفانية التي نحكي عنها فما أجمل الأيقونات عندما تصنعها التلقائية والعفوية والصدفة وما أقبحها عندما تأتي عن قصد ويصنعها البشر كما تصنع الحلوى والمعجنات…لنا عودة.