الإثنين, يونيو 9, 2025
الرئيسيةمقالاتمعركتنا الآن: وعي الشعب وإرادته". ...

معركتنا الآن: وعي الشعب وإرادته”. بقلم : عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

ما لم يفهمه من يقف خلف طائرات المسيّرات والمخططات الخبيثة، هو أن معركتهم الحقيقية ليست ضد الجيش فقط، بل ضد وعي الشعب السوداني، وضد تاريخه، وضد إيمانه العميق بوطنه. ظنوا أن الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة يمكن قلبها بهجمات جبانة على المرافق الحيوية، وأن معاناة المواطن ستتحول إلى نقمة على وطنه، وليس على من دمره.

لكن شعب السودان أوعى من أن يُخدع.
يعرف تمامًا أن من يمدّ الجنجويد بالسلاح، ومن يرسل الطائرات المسيّرة لضرب المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه، لا يريد له الخير، ولا يرغب في سلامٍ حقيقي، بل يريد أن يفرض عليه الاستسلام والقبول بإعادة تدوير أدوات الفوضى والعمالة. يريدوننا أن نرحب بعودة من خانوا الثورة وتحالفوا مع المليشيا.. ولكننا نقولها بملء الفم: لا تفاوض ولا مصالحة مع من دمر السودان.

اليوم، المعركة لم تعد في حدود الخرطوم أو دارفور أو الجزيرة فحسب، بل انتقلت إلى عقول وقلوب الناس. يريدون زعزعة إيمان المواطن بعدالة قضيته. ولكننا نقول:
شعب السودان قد اختار الانحياز لوطنه، ولجيشه، ولن ينخدع بحملات التضليل، ولن يقبل بحلول خبيثة مغلفة بشعارات السلام.

نحن لسنا ضد السلام، بل نحن أبناء السلام.
لكننا ضد سلام زائف يعيد القتلة إلى الحكم، ويمنحهم شرعية جديدة يغسلون بها جرائمهم.
نحن مع سلام يصنعه الشرفاء، وتفرضه إرادة الشعب، وتحرسه البندقية الوطنية.

أيها السودانيون:

لا تسمحوا للضغوط الخارجية أن تُربككم.

تذكّروا أن كل صبر اليوم هو رصيد نصر الغد.

لا تلتفتوا للمحبطين ولا للمثبطين، فهؤلاء ليسوا بيننا، ولن يكونوا معنا في لحظة النصر.

نحن اليوم في الخندق الأخير، إما أن نصمد فنصنع سودانًا حرًا عزيزًا، أو نتهاون فنعود عقودًا إلى الوراء.

خاتمة:
إن الذي أطلق طائرته المسيّرة ليقصف شعبنا، لا يختلف عمن سلّح المليشيات لقتلنا بالأمس. وكلهم إلى زوال.
ولن نُهزم ما دمنا شعبًا واحدًا.. خلف جيشنا الواحد.. نحو نصرٍ واحد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات