كثر الحديث هذه الايام عن نية الجنجويد في مهاجمة الابيض من ثلاث محاور لاخضاعها لسيطرة مليشيا ال دقلو الارهابية واكمال السيطرة على كردفان وجعل الابيض عاصمة لهم لاعادة تموضعهم في المناطق التي هزموا فيها وعردوا منها…ربما كان الغرض من هذه النسريبات بث الرعب وخلق حالة من الهلع وسط سكان الابيض ودفعهم لمغادرة المدينة خوفا من التعرض لمصير النهود ودفع فاتورة التواجد في المدينة…
قناعتي أن الجنجويد لن يفكروا في مهاجمة الابيض للاسيلاء عليها لأنهم قنعوا من خير فيها ولكنهم وربما هاجموها لتحقيق نصر عابر وهم يعلمون أن الابيض اصعب من الفاشر (شنب الاسد) فالابيض هي الاسد ذات نفسه ومن يهاجمها مفقود ولهم في شرية خير مثال…
المليشيا الان تسيطر على بارا وجبرة من ناحية الشمال والشمال الشرقي وهذا محور هام ومصدر قلق لحاضرة شمال كردفان ولابد من الانقضاض عليهم قبل أن يتحركوا ناحية الابيض ويروعوا الامنيين…وعلى هجانة أم ريش أن تتحرك وفقا لما تقتضيه متطلبات المرحلة فمهاجمة العدو افضل من انتظاره في الدفاعات وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم…
بارا استعادتها ساهلة لو تحرك الهجانة بذات القوة والمنعة التي اكتسبتها بعد فك الحصار عن الابيض وتلاحم الصياد معها….. لا ارى هنالك سببا للتراخي وطول الانتظار إلا اذا كان ذلك مربوطا بتطورات الميدان…
ومن ناحية الغربية تشكل الخوي هي الاخرى منفذا قد يفكر فيه الجنجويد بمهاجمة الابيض تزامنا مع محور بارا والخوي تبعد قليلا عن عروس الرمال ويمكن تلافي خطرها بتقدم الدفاعات من ناحية الغريية مع تكثيف طلعات نسور الجو وتشتيت جهود المليشيا ودفعها للانسحاب ناحية النهود…وتحرير الخوي اهون من بارا المفتوحة للجنجويد من كل الاتجاهان عدا الاتجاه الجنوبي…. أما محور الدبيات يمكن للصياد أن ينهك المليشيا ويدفعها للهروب ناحية ابو زبد من ثم الانقضاض عليها وتحريرها….
فليعلم كل كردافي ان سقوط الابيض يعني السلب والنهب والاغتصاب والقتل والتمثيل بالجثث وعلى الاجهزة الامنية في شمال كردفان أن تكون صاحية واعينها مفتوحة لتتعامل بحسم مع المتعاوين وتتبع حركة سيرهم خاصة الاحياء الغربية لمدينة الابيض التي تعد حاضنة دافئة للخلايا النائمة والمندسين والطوابير… نظفوا الابيض واعطوها الوقاية الكافية وادفعوا عنها التهويل والاشاعات…
الخلايا النائمة والطوابير اسقطت النهود وعقدت المهمة وجعلت مواطنيها يواجهون حمم الموت وخطر النزوح ولنا ان نتعظ مما حدث….
المليشيا تعتمد على الاشاعات وبث الرعب ونشر الاكاذيب وفق خطاب اعلامي مصنوع في غرف معدة لهذه المهمة وستحاول كسر صمود الابيض رغم قناعتها بصعوبة المهمة وحتمية الهلاك…
المليشيا الجبانة اضحت تعتمد على سلاح المسيرات والتدوين العشوائي فاليوم اصابت نزلاء سجن الابيض وحصدت ارواحهم وفي مخيلتها قصف المناطق الهامة بعروس الرمال….هاجموها قبل أن تهاجمكم حتى لا يقع الفأس على الراس ويصعب التداوي…القوات المسلحة بتكثيف طلعات نسور الجو قادرة على هزيمة الجنجويد وكسر شوكتهم….
هجانة أم ريش… الهجوم افضل من الدفاع….. قاسم فرحنا… يكتب
