ليس من والاوفق ان تساند الجيش عسكرياً وتتخلف عنه مدنياً.
السيف والقلم هما اساس الحياة المستقرة الآمنة المزدهرة
(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان، ليقوم الناس بالقسط، وانزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافعُ للناس)
فلا قوام للدين الا بالكتاب الهادي والحديد الناصر…
القوة تردع، والقانون هو الحجة المقنعة، والقلم يسن القانون، ويرسم هيكل الدولة ونظامها، ويوجه حركة المجتمع نحو القيم.
اصطفاف الشعب خلف قواته المسلحة من أجل تحرير الوطن من الغزاة الطغاة المغتصبين الاوباش، أكد علي حقيقة ان الجيش يقاتل من أجل كرامة شعبه، وأن الشعب يحتشد ليغزي الروح القتالية لجيشه.
تكامل الأدوار بتوافقية تتجاهل الكراهية هي صمام امان السودان.
الأحزاب المدنية الطائفية لم يحالفها التوفيق في الحفاظ علي سيادة الوطن وامنه ورخائه بل غرقت في لجة الصراعات الداخلية والبينية مما عرّض الوطن طيلة فترات حكمهم الي الضياع والتراجع بعد أن كان مضرب المثل في كل شئ..
والأحزاب العقائدية هي الأخري دخلت في صراعات استئصالية متبادلة وصلت حداً بعيداً من الإقصاء والتشريد لبعضهما، وادي التآمر عليهما ان يغير المسار السياسي المدني المضطرب اصلاً .
أنصار السنة والإخوان بينهما عمومٌ وخصوصٌ، تعاطَف الاولون مع شعارات وبرامج الطرف الثاني، بينما تتلمذ الآخرون علي اشياخ وعلماء الأولين، فتصاهرا مظهراً وتنظيماً في فترات متتالية، وتارجحت الصلة لأسباب تتعلق بأدبيات وخصويات كلا طرفي المعادلة ، ولكن حان الوقت لإعادة اللحمة بترميم الجدار الذي تهشمت بعض جوانبه، خاصة وان التحديات تواجه الكل جهة واتجاهاً خاصة وان السهام وجهت الي خاصرتيهما.
منظومة كيانات المجتمع الاهلي والمتصوف، عادة ما يركبون قطار المنتصر الا هذه المرة فقد ركب بعضهم مركباً غارقاً، إما عصبية، أو بحظوة عارضة،
نخب المثقفين تاريخهم يحدث عن انصهارٍ عضويٍّ مع الأحزاب المنظوم عقدها ويحتل كل احدٍ منهم المقعد الذي يستحقه بحسب جهده، ويستوزرون في العهود العسكرية ك(تكنقراط).
الآن وقد استبان الخيط الأبيض من الخيط الاسود فإنه لا مناص لكل الوان الطيف المدني التي ناصرت الجيش في حرب الكرامة من أن تصطف وتلتحم وتتحالف بلا تخالف، فليس هذا وقت الوقوف عند الصغائر ، لاسيما وان الضمائر قد استشعرت والعيون قد تفتحت ورأت بدون غبش عظائم الأمور…
فالمقاتَلة المدنية من باب المفاعلة لا تقل أهمية في المرحلة القادمة عن الذي مضي من أهوال وآلام الحرب الدامية،،
إن معركة البناء والتعمير التي تنتظر سواعد أبناء الوطن خاصة في ظل التآمر الإقليمي والدولي علي بلادنا وشعبنا، وحماية البلاد من تكرار الغزو الاستعماري المتلون تفرض علي الكل وحدة حتمية مرتصة عصية علي العدا مثلما فعل الشعب مع جيشه فحقق الانتصار في حرب الكرامة…
(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)
فعلي الجميع أن يخفضوا الجناح لبعضهم الآخر ويحتوي بعضهم بعضاً… فأنا وابن عمي علي الغريب..
(واولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله)