القرار الذي أصدره مجلس الأمن والدفاع السوداني وأعتبر بموجبه الإمارات دولة عدوان وقطع معها العلاقات الدبلوماسية مع جملة قرارات أخرى هذه القرارات التي تلقاها الشارع السوداني بإرتياح وضعت السيادة الوطنية السودانية في المسار الصحيح رغم الألم والمرارة الذي تجرعها أهل السودان من التدخلات الإماراتية المباشرة في الشأن السوداني ودعمها لمليشيا الدعم السريع الإرهابية لتخوض حرباً بالوكالة إرتكبت فيها المجازر الإنسانية في أبشع صورها على مسمع ومرأى العالم بمنظماته ودوله التي تنصب نفسها راعية لحقوق الإنسان بما يتفق مع سياساتها.
دولة الإمارات أخطأت الهدف وأخطأت التقدير عندما تعاملت مع السودان وإنسان السودان بمعايير ومقايس الدولة والشعب الذي يمكن وضعهما تحت الجناح بكل سهولة ويسر ومازاد أطماعها في ذلك إنبراء ثلة من أهل الباطل سياسي الحرية والتغيير وملايش الجنجويد الذين صوروا لها الواقع بعكس ماهو ماثل , الإمارات أخطأت الهدف عندما لم تقرأ التاريخ لتعتبر من طرد المستعمر البريطاني ومقتل غردون باشا والكيفية التي قتل بها وسينتهي بها الحال إلى مرحلة عض الأياي والجز على الأسنان حرقة على ما أنفقت وهي ترى أحلامها خاوية على عروشها كذرات رماد تزروها الرياح.
الموقف السوداني الذي تأخر كثيراً وكان من الممكن أن يتخذ منذ بداية الحرب لو أصغى المسؤولون لصوت الشارع هذا التأخير جعل دول الإمارات تتمادى في غيها وتواصل دعمها للمليشيا من أجل الإنتقام من المواطن السوداني وعندما أحست بفشل مشروعها ودحر المليشيا وهزميتها على الأرض رأت الإمارات أن تصفي حساباتها مع السودان بنفسها وانتقلت إلى حرب المسيرات لضرب المرافق والمنشآت الحيوية للمواطنين بغية الضغط على الحكومة السودانية لإرغامها في الدخول إلى مفاوضات تعيد الروح للمليشيا التي ترعاها .
الحكومة السودانية التي رأت التأني في اتخاذ خطوات تصعيدية تجاه الإمارات من بداية الحرب رغم علمها التام وبالأدلة التي لاشك فيها ضلوع الإمارات في الحرب ضد السودان إلا أنها فضلت إقناع الإمارات وعبر الطرق الدبلوماسية وبوساطة الأشقاء أن تكف أذاها عن السودان فالإمارات لم تلتقط الرسالة بل بدأت حربها المباشرة مع السودان بدلا عن حرب الوكالة يوم أن استهدفت المنشآت والمرافق الحيوية في بورسودان منذ ثلاثة أيام على التوالي والكل يدرك أن المليشيا التي تتوارى خلفها لا تعرف من المسيرات الا إلاسم والبعض منهم يطلق عليها(الطِويرة أم زنان) وفي موقف غريب الإمارات تدين الهجمات على بورسودان وكسلا في تجسيد لدور البراءة والوداعة فأنطبق عليها المثل السوداني ( تكتلوا الكتيل وتمشموا في جنازتو ) الإمارات ألقت بنفسها في المحرقة وهي لاتدري مامعنى غضبة الحليم إذا غضب فالشعب السوداني لا تمثله شلة الحرية والتغيير ولا المليشيا فالأيام بيننا فلتنتظر طغمة آل زايد معنى الإقتراب من عرين الأسد.. لنا عودة.