المليشيا التي استباحت النهود وقتلت أهلها بدم بارد وشردت بعضهم وأحتجزت البعض الآخر هي ذات المليشيا التي إنتهكت حرمات الجزيرة وسنار والخرطوم وأستبدت لدرجة التهديد بالوصول إلى بورسودان وقادتها هم نفس الأوغاد الذين ظهروا في شوارع الخرطوم والجزيرة وسنار ثم خرجوا من كل هذه الولايات ككلاب الحر خرجوا من العمارات المكيفة التي استحلوها بقانون القوة وطردوا أهلها خرجوا إلى ظلال الأشجار يلهثون ويبحثون عن جرعة الماء وعما يعصمهم من طوفان القوات المسلحة التي ظلت تتطاردهم في سهول كردفان وعينها على دارفور.
لا أرى مبرراً لعودة الروح الإنهزامية وتصاعد نغمة التخوين التي غطت مساحات السوشيال ميديا في أوساط من نحسبهم صوت الجيش وسنده في حرب الفضاء الإسفيري من المؤسف أن تجد البعض يتبارى في نشر الأخبار المحبطة ولو بمعلومات غير موثوقة فقط من أجل أن يحقق سبقاً أو يقول إن صدقت نبؤته ألم أقل لكم هكذا ، وقولي جاء كفلق الصبح ولايدري بشكل أو آخر أنه خدم خط المليشيا وابواقها وقدم لهم مالم يقدمه مستشاروها الذين استحقوا جائزة نوبل للكذب إن وجدت .
الجيش والقوات المساندة له هم الذين طردوا المليشيا من سنار والجزيرة وتخوم جبال الفاو والخرطوم وأم روابة والرهد ، الجيش هو ذات الجيش الذي يقاتل الآن في سهول كردفان وهم ذات الرجال الذين أذاقوا المليشيا مر الهزائهم وهم ذات الرجال الذين جعلوا السافنا يلبس حذائه في يديه ويَعُض على قميصه بأسنانه وهو يجري خوفاً من الموت وهم ذات الأسود الذين أفلت من جحيمهم حسين برشم بخطوات تاركاً خلفه ملابسه الداخلية وهلك على أيديهم عشرات قيادات الصف الأول من المليشيا .
لا داعي لحالة القلق والهلع التي سادت وتسود الأوساط عقب اجتياح المليشيا للنهود فالقوات المسلحة والقوات التي تقاتل تحت إمرتها ووفق المعلوم هي في أفضل حالتها ومافعلته المليشيا ماهو إلا محاولة يائسة منها لقطع الطريق على السيل العرمرم الذي لم ترى من سوى الرأس فقط..إلى تلك القلوب الواجفة إن لم تكن في مقام القوة التي تجعلها تتحمل الإرتدادات والهزات فالصمت أولى بها فنحن في خضم معركة وجود حشد لها العدو كل طاقاته ولا نقبل فيها سوى النصر الذي يعيد للمواطن عزته وقد قطع الجيش وعداً لشعبه وهاهو عند وعده يمضي بثبات فأعينوه بالدعوات . ..لنا عودة.