الأحد, أغسطس 3, 2025

“أنفال” بقلم:بدرالدين عبدالرحمن “ودإبراهيم”. صلاحية رئيس مجلس السيادة ونائبه..الشكوي!!!

كل من يمتلك بصيرة نافذة، ويري الأشياء من خلال النافذة دونما زجاج يحجب الرؤية،يعرف تمام المعرفة أن “سدة الحكم” فى السودان مصابة بعطب كبير وخلل بائن وتشوهات ،أسهمت فى إستشراء “السوء والخزي” الذي نراه الآن فى كل المفاصل السيادية والتنفيذية.
هنالك الكثير من الشواهد والبراهين التي تؤكد صحة ماذهبنا إليه مسبقا،أن الدولة فى جهازيها “السيادي والتنفيذي”مقعدة عن عمد ،أو أنها مصابة بشلل رعاش نتيجة تجهيل مقصود،أدي لهذا الكم الكبير من الفوضي والترهل الإداري والفساد الذي يتحدث به القاصي والداني،والذي أكده خلال الأيام الفائته رئيس مجلس السيادة حينما قال: “إن الوزير عندما يتم تعيينه ،يقوم بتعيين أقربائه وأخيه وحبوبته!!”،وأكده أيضا نائب رئيس مجلس السيادة حينما قال:”أن الولد إشتري شقتين فى مصر وأخري فى تركيا،وحاز قطعة أرض فى بورتسودان كي تكون “ريزوف””!!!.
التصريحان يؤكدان مدي الضعف الذي أصاب الجهاز السيادي للدولة،ويبرز السؤال الأهم هنا:إن كانت قيادة مجلس السيادة تشتكي للمواطن “سوء المنقلب وكآبة المنظر”،فمن الذي يقوم بمحاسبة المفسدين ومعاقبتهم وفقا للقانون،كي يكون عقابهم ردعا عظيما للآخرين؟!.
التصريحان المتعلقان بإنتشار الفساد خلال الفترة الماضية، مدعاة للإحباط الشديد،ينظر المواطن لقيادة دولته وهي “عاجزة وساهمة وواجمة” ولاتدري ماذا تفعل تجاه مرض عضال أصاب جسد البلد!.
ينظر المواطن المغلوب على أمره والمنكوب ،لقيادة دولته التي كان أقصي جهدها وأقصي ماتستطيع أن تفعل أن تعقد مؤتمرا لمعالجة قضايا الخدمة المدنية،ثم تخاطب من منصته شعبها المسكون بالوجع،وتخبره أن الفساد إنتشر لدرجة التعفن،وبلغ مبلغا وشأوا عظيما جعل الرئيس ونائبه يتناوبان فى الحديث عنه، بعبارات قاطعة وجازمة على الهواء مباشرة ،ثم تكتفي هذا القيادة بالبكاء والنحيب من خلال وسائل الإعلام وتصمت،وكأن المواطن هو الذي يجب أن يتخذ القرارات الصارمة والشجاعة والرادعة لضرب معاقل الفساد الذي أصبح حديث المدينة والمجالس فى الداخل والخارج!.
جرت العادة على أن أهل الصحافة يتهيبون الكتابة عن الفساد،إلا إذا إمتلكوا الوثائق والأدلة الكافية التى يصعب الحصول عليها، لأن “لوبي الفساد”دائما مايقوم بطمسها عاجلا كي يمحو كل آثار جريمته،لكن أن يعطي رئيس مجلس السيادة ونائبه الأدلة الكافية على فساد وزارات بعينهاومن خلال بث تلفزيوني حي،وبحديث صريح وواضح فهذا مما لم يأت به الأولين والآخرين،وهو العجب العجاب الذي يجعلك تحدق في السماء كما المصاب بداء “الذهللة”! نتيجة مايجري من عبث لم تشهد له الساحه مثيل،فى ظل صمت مريب ريبة محيرة لشعب السودان الذي أصبح منصرفا لقضايا هامشية ،كأن الذي يجري فى دولته ليس محل إهتمامه،أو أن ذلك لن يمسه برشاش.
كان يجب على رئيس مجلس السيادة ونائبه أن يتخذا قرارات فورية ،يتم من خلالها تحويل كل قضايا الفساد -التى هم على علم تام بها- إلى النيابة المختصة ومن ثم إلى القضاء لتأخذ العدالة مجراها،وإن عجزا أن يتخذا مثل هذه القرارات، فعليهما ترك منصبيهما وإعطاء الفرصة لمن يستطيع وضع عجلة الدولة التنفيذية فى إطارها الصحيح.
التصريحان المتعلقان بالفساد يعتبران دليلا دامغا كان على النائب العام أن يأخذ من خلالهما قصب السبق،ويتتبع خيوط القضية حتى تصل إلى النهايات الرادعة فى سوح المحاكم العادلة بالبلاد،لكن كعادة أهل الحل والعقد فى السودان يتوارثون الفشل والتردد والبطء فى الحسم،وكأنما ذلك الإتجاه محل تسابق للوصول إلى المرتبة الأولي فى الإنتكاس والتباكي!.
مؤسف أن تكون قيادة البلد بهذا الشكل،والسودان يعاني الشدة والويلات،وتحيط به المشكلات والتعقيدات من كل جانب.
ماالمرجو من كل هذا التماهي مع الولوغ فى لج التقصير والإهمال،ومن المستفيد من ذلك،ولماذا ترعي قيادة الدولة أو تحمي -سمها بماشئت-هذه الأجواء الملبدة بغيوم الضبابية التى أصابت كافة مفاصل الحكم فى مقتل؟!.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات