صناعة الأحداث تمهيداً لليوم التالى … ومنذ قبل اندلاع الحرب (المتفق عليها) ظل السؤال عن اليوم التالى خاصة بعد ان فشلت كل وسائل العنف فى القضاء او حتى تحجيم الحراك الجماهيري المطالب بالديمقراطية والدولة المدنية … وظل البحث عن اليوم التالى فى ان أعداء الديمقراطية والإنسانية بقيادة قيادة الجيش الحالية والمليشيات بقيادة مرتزقة الجنجويد وكل أركان الدولة العميقة لا مخرج لهم غير تطوير أساليب عنفهم لذلك كانت الحرب (المتفق عليها) هى وسيلتهم الوحيدة المتبقية يخوضونها وفق قاعدة الأرض المحروقة … و فى الإبادة الجماعية والدمار الشامل …!!!
وبالأمس رمى الديكتاتور البرهان بكل أوراق الحرب واكد ما هو معلوم بان هذه الحرب (متفق عليها) وقال ان المجد هوّ للبندقية… ومثل هذا الحديث يصلح من زعماء العصابات والمافيا الذين لا يعرفون غير لغة السلاح …. اما رجال الدول ينطلق حديثهم دوماً من قناعات السلام والطمأنينة الأجتماعية…. والاسواء من كل ذلك ان حديثه يمثل مشروعاً انقلابياً عنوانه سيادة القوانين الاستثنائية التى تصادر الحقوق الانسانية وتلغى حقوق المواطنة … وبالتأكيد هنالك من سيبرر بان حديثه ينطلق ضمن سياق مجريات الحرب وتبعاتها … وهذا قولاً مردوداً لانها ليست حرب ذات دوافع نبيلة متعلقة بالسيادة الوطنية او المحافظة على حياة الناس … وقد لا نختلف بان هنالك اطماع إقليمية وهذا كان يمكن ان يكون مقبولاً لو لم يكن الطرفان لم يستدعيان الإقليم ورهنا امر السودان له طلباً للحماية أو بحثاً عن الشرعية … !!!والامر الأكثر حيّرا ان الإمارات التي وصل تحميلها المسئولية عن الحرب حد التقاضى فى المحاكم الدولية، لازالت العلاقات الدبلوماسية فى وضعها الطبيعى وان ذهب السودان الرسمى والمهرب يصلها بصورة منتظمة ووفق مصالح الدولة العميقة…!!!
الحرب (المتفق عليها) هى لافشال مشروع الثورة وعودة نظام الإنقاذ بصورة كاملة وهذا ماتقتضيه مصالحهم التى تحتاج إلى القبض على كل مفاصل الدولة …!!
الحمدلله الذى جعل البرهان يستعجل فى كشف الحقيقة … يقول المحققون لا بد ان يكشف المجرم عن نفسه!!!!
ونواصل
د/ محمد المهدى نصر