الثلاثاء, يونيو 17, 2025
الرئيسيةمنوعاتفي حضن الغياب٫٫٫ ...

في حضن الغياب٫٫٫ إبتسام حفيظي/ الجزائر

في حضن الغياب،
ينكمش قلبي كطفلٍ فقد الطريق…
يتكوّر في الزاوية المعتمة من روحي،
يبكي دون صوت،
ويحتضن وجعي
كما لو كان يعرفه منذ البدء.
لا ضوء يشقّ هذه الليلة،
ولا وجه يلوّح من بعيد،
كلّ الأشياء تساقطت كأوراق الخريف،
حتى اسمي… لم يعد يناديني أحد.
أين اختبأ دفء أصابعك؟
أين ذهب ضحكك
الذي كنت أعلّقه على جدران أيامي كتعويذة؟
كنتَ الوطن…
والآن، الغياب وطنٌ باردٌ لا لغة فيه…
ولا نوافذ.
أنا لا أبحث عنك،
أنا أبحث عنّي التي كنتُها معك،
عن صوتي حين أناديك،
عن وجهي حين تبتسم.
الوقت لا يمر،
هو يتمطى فوق صدري كسقفٍ مائل،
ينزّ منه حزنٌ دائمٌ لا يجف،
وأنا أرقّع صمتي بذكراك،
وأجرّ الليل خلفي كذيل فستانٍ تمزق في لحظة وداع.
في حضن الغياب،
أكتبك…
لا لأستعيدك،
بل لأُبقي على الرماد حيًّا،
علّ الرماد ذات لهفة…
يشتعل.
إبتسام حفيظي/الجزائر.(كتاب ندبة الفجر).

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات