المتمعن في حياة الناجحين في حياتهم بجدهم مهمومين ومنشغلين بذواتهم لا غير من تنمية وعطاء.. ومهتمين بالبناء والتنمية، لذلك نجد منتوجهم أعلى وتركيزهم أكثر وبركتهم أعلى، يبرز من خلاله سلوكهم الإيجابي لأنهم غير منشغلين بالخلافات الشخصية التي لا تقدم ولا تقود البته وهي من الأمور التي تحسب صغيرة ..لأنها تشغل العقل وتخفض الهمه، قد يقع الكثير منا في مغالطة مجحفة، بحق أنفسنا، وهي أن نجعل ما حدث في الماضي يحدد من نحن عليه اليوم، بل قد نستمد قيمة أنفسنا من خلاله. لكن هذا التصور ليس صحيحاً بالضرورة، إذ إننا ننمو ونتغير ونصبح أكثر نضجاً مع مرور الوقت، لهذا لا يمكن أن يكون منصفاً بحق أنفسنا أن نحكم من خلال تصوراتنا الجديدة عن ما دار في الماضي، وأيضا على ذاتنا القديمة، بل إنه من الطبيعي أن نصبح أكثر نضجاً بمرور الوقت وتقدمنا في العمر واختبارنا لمواقف مختلفة لأن إدراك الإنسان لوجوده، وقدرته على تولي أمور حياته، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الفرد، فكل من يقرأ الماضي بطريقة خاطئة سوف يشاهد الحاضر والمستقبل بطريقة غير صحيحة أيضاً، لذلك لا بد أن نعرف ما حصل كي نتجنب وقوع الأخطاء مرة أخرى، اي إنسان فى هذه البسيطة يتعرض فى منوال حياته إلي إرتكاب الأخطاء بقصد أو بدون قصد والإعتراف بالأخطاء لا شك هي البداية الصحيحة لتصحيح المسار وتقبله لملمح أفضل.. ولا ضير من الوقوف بكل جراءة وشجاعة فائقة قصاد ذلك الخطأ ومن العيب أن التمادى في الخطأ مرة ومرات والوقوع فى براثن مستنقع الخطأ الآثن بكل سادية وعنجهية وغرور نسيا أن الإنسان جبل في إطار مسيرته الحياتية المتعددة علي إغتراف بعض الأخطاء بعلم منه أو دون علمه بأنه (مخطئ) هنا أو هناك..!! خلق الله الإنسان ضعيفا يحمل قابلية الأخطاء، قال تعالى : ( وخلق الْإِنسان ضعيفا )…وايضا قال:(وكان الْإِنسان عجولا) وعلي الرغم من كل ذلك إلآ أن باب التوبة لم يغلق قط في وجه كل من اقلع عن خطأ بإيعاز ضميري وأخلاقي بحت يهدف من خلاله تصحيح مساره في الحياة فمشئية الله إقتضت بأن يعمر الكون قوم (يخطئون) ثم يتوبون فيتوب الله عليه والرسول صلى الله عليه وسلم ويقول : (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم) يقول الله تعالى : (ياأيها الذِين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم).
تعلم من عثراتك فالعثرات معين كبير للإستفادة من تجارب حياتك لتكون خير معين للحياة، يقول الكاتب إيكهارت تول: (هناك توازن جيد بين تكريم الماضي وفقدان نفسك فيه. على سبيل المثال ، يمكنك الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها والتعلم منها ، ثم المضي قدما وإعادة التركيز على الوقت الحالي. يطلق عليه مسامحة نفسك.) دروس الزمن قاسية وتعليم الزمن صعب، تدارك أخطائك وتعلم منها طالما ما زلت تقيس قراراتك بمقياس الخطأ والصواب.