قبل فترة ليست بالقصيرة أفاد اعلام جهاز المغتربين بأن الدكتور عبدالرحمن سيد احمد .. الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج التقى بنخبة من الاعلاميين السودانيين وبحضور الدكتور حسن بابكر احمد المدير العام للجاليات والهجرة بجهاز المغتربين مبينا رؤيته التى تبدأ بإعادة تكوين جاليات سودانية بالخارج خدمية معافاة من أى أجندة سياسية موضحا أن الجهاز قد شرع بالفعل بذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية (انتهى) .
هذا الحديث يقودنى للمثل القائل ( اسمع كلامك اصدقك اشوف فعايلك استغرب) يادكتور شبعنا من مثل هذه الأحاديث حتى التخمة .. والنتيجة عشرة أصفار على الشمال ولازال محلك سر .. قبل فترة طويلة وردت معلومات بالصحف السيارة عن إمكانية وصول ( وفد) من جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج لبحث أمر الجالية بعد أن وصلت نار الصراعات ذروتها مما يؤدى إلى اللجو لتكوين لجنة تسيير تتكون من ثلاثين عضوا وتعمل لفترة محدده يتم خلالها تكوين التصعيدات الجديدة لاختيار الجالية المقترحة .. ثم ماذا بعد ذلك .
طال الانتظار ومرت الايام والشهور والاعوام والحال فى مكانه والجهاز نام كما فعلوها أهل الكهف .. ولهذا الوضع الذى حذرت منه فى كتاباتى منذ البداية بأنه يحتاج إلى موقف حازم يتجاوز الحساسيات ليصل إلى لب المسائل ويعالجها حفاظا على مصالح المغترب السودانى الغلبان ومن هذا المنطلق جاءت التساؤلات والتى لم اجد لها اى إجابة حتى هذه اللحظة التى اكتب فيها .
اتت تساؤلاتى .. هل صحيح ان هذا الوفد سيأتى ؟ وياترى ماهى القرارات التى سوف يأتى بها ؟ وهل تلك الإنشقاقات والخلافات العميقة لإدارات الجالية لها أثر فى هذا التحرك ؟ وماهو رأى قيادات الجالية للمعلومات أعلاه إذا صح القول ؟ وماهو موقف المصعدين فى الكشوفات السابقة هل سيقبلون بهذه المعالجات ؟؟ ماذكرته أعلاه ليس وليد اللحظة بل كان منذ أعوام مضت ولازال الحال فى حاله .. إذن ليفهم الجميع إلى ضرورة نبذ الصراعات والنظر إلى مصلحة الجالية والجلوس على مائدة واحدة لكل أطراف النزاع لحل كل هذه المشكلات لأن الصراعات الموجودة والمتاجرة داخل الجالية ستتبلور عنها دخول عناصر الشباب امل هذه الجالية ويمكن أن تكون من الكيانات لتتلاحم مع بعضها البعض للتغلغل إلى عمق الجالية ومن ثم القيام بعمليات فدائية تصب فى مصلحة المواطن المغترب .
إذن على جهاز المغتربين وفى الوقت الحالى أن يكون صادقا هذه المرة فى حديثه ويأتى الوفد لتكوين هذه الجالية التى قلبت كل الموازين .. خاصة بعد إهتمام جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج والإدارة المختصة بوزارة الخارجية كما جاء فى حديث الأمين العام للجهاز .. هذا ما جعلنى فى حيرة أتساءل مانهاية هذه الجالية المستعمرة بالخوف والقلق والأوجاع ومامصير ذلك المغترب المنخور بالهموم والمعاناة .
هذه الأيام هنالك تحركات مكوكية ولقاءات تدار خلف الكواليس من شباب ونواة هذه الجالية .. يعملون بصمت دون صراخ ولا ضجيج لإخراج جالية تخدم هذا المواطن الغلبان الذى يكافح ويجاهد من أجل لقمة عيش يسد بها رمقه ورمق من هم فى كنفه .. لذلك لن يغمض لهم جفن إلا بعد الاطمئنان إلى الجالية والتى ربما وقريبا جدا ستكون تحت سيطرة الشباب الكادح أصحاب العلم والثقافة والعقول النيرة المتفتحة .
لكن ما بال هؤلاء الشباب بعد أن كان شعارهم (اقضوا حوائجكم بالكتمان) أصبح حالهم مكشوفا عبر الشبكات العنكبوتية واصواتهم عالية وحذوا حذوا من نعيب عليهم ذلك .. فالمواطن السودانى المغترب يكره مثل هذه التصرفات ولا يحبذ ذلك لأن من يريد قيام جالية لخدمة المواطن عليه اولا الابتعاد من القيل والقال والمناكفات فى الوسائط والشبكات العنكبوتية وأن يعملوا بسرية تامة وجهد حتى يصلوا لمبتغاهم دون ضجيج .. أما غير ذلك فعلى الدنيا السلام .
وما قاموا به الشباب قبل أيام بلقاءهم مع القنصل العام كنت أحبذ أن يكون ذلك دون ضجيج ولا نشر تلك الصور ولا الحديث الذى دار فيما بينهم وبين القنصل العام عبر الوسائط حفاظا على سرية المهمة وحفاظا من الهجمات المرتدة .. وكان الأجدر أن يكون ذلك بعد الانتهاء من قيام الجمعية العمومية وتكوين الجالية بالتوافق والصورة المرضية من الكل وبعد ذلك يستطيعوا الوقوف بكل ثقة واطمئنان أمام الجميع وهم يحتفلون بهذا الإنجاز ويفتخروا بأنهم شباب قوة ومتانة وعلم وثقافة وإيمان بقضيتهم .
على الشباب إذا أرادوا قيام جالية تخدم عدم الدخول فى المناكفات التى تهدم ولا تعمر عليهم بالوقوف صفا ويدا واحده لتكوين جالية يلتف حولها غالبية المغتربين لتكون تربة صالحة يبذر فيها بذور محسنة ذات خصائص جيدة المفعول .. وعلى جهاز المغتربين والقنصل العام على ضرورة نبذ الخلافات والصراعات والنظر إلى مصلحة الجالية والجلوس على مائدة واحدة لحل كل هذه المشكلات والعمل على تكوين جالية معافاة لخدمة الموطن المغترب .. فهل هذا صعب ومستحيل ! . وكفى ،،
تاج السر محمد حامد