الخارجية من الوزارات السيادية المهمة في اي بلد وعلى عاتقها يقع حِمل تجميل وترميم الصورة الخارجية للدول وأحيانا منوط بها الملاسنة والمخاشنة والمهادنة والحروب العلنية والباردة لإسترداد الحقوق والحفاظ على السيادة الوطنية للدولة محل التمثيل.
تختلف مهام الخارجية حسب الظروف التي تحكم البلد ومحيطه الإقليمي والدولي سِلما وحرباً ففي الحالة السودانية وفي مثل هذا الواقع الذي تعايشه بلادنا من حرب بالوكالة وتآمر إقليمي كان لابد من البحث عن وزير خارجية رشيق يجمع مابين الدبلوماسية والحنكة السياسية مع قليل من أقراص سوء الأدب الدبلوماسي التي تصرف لم يستحق عند اللزوم لوضع حد للتطاول والتعالي الذي يطرأ من بعض عديمي الأدب ناكري الجميل في المحيطين الإقليمي والدولي بالقدر الذي يكفي لعلاج الحالة وفق الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول.
إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصبه لا يحتاج لأسباب فالشريف مهني لا أحد يقدح في مهنيته رجل خلوق ومتزن دبلوماسي من الطراز الفريد يصلح للظروف العادية فالمرحلة التي تم تكليفه فيها ليست مرحلته فتكليفه كان أشبه بمن يبذر بذور القمح صيفاً وينتظر منها إنتاجية عالية تكفي حاجته لموسم الشدة.
مهام الخارجية في الحالة السودانية الراهنة كمهام وزارة الدفاع التي تجهز الجيوش بالعدة والعتاد بل وتزداد كيل بعير فالقتال في ميدان الخارجية ذو طبيعة سياسية يمزج مابين الخشونة والنعومة أحياناً وكشف ثغرات الميادين للعب فيها بما تمليه المصلحة الوطنية دون المساس بثوات السيادة فبعض المعارك الحربية في ميادين القتال حسمها يأتي من الخارجية بتجفيف منابع الدعم الخارجي للجماعات والحركات المتمردة وهذا مانرجوه من خارجيتا في قادم الأيام وما التوفيق إلا من عند الله .. لنا عودة.