في تقرير صادم ومفجع، كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش عن الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق حرائر السودان، جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وتنزف لها قلوب الشرفاء.
وثقت المنظمة ٣٦ حالة اغتصاب جماعي لفتيات سودانيات، كما روت شهادات عن الاستعباد والإهانة وصب الماء الساخن على أجساد النساء في لحظات من التوحش الحيواني وانعدام الضمير.
إحدى الأمهات قُتل ابنها ذو الأحد عشر عاماً، فقط لأنه حاول الدفاع عنها، فضربه أحد جنود المليشيا حتى الموت أمام عينيها، بينما كانت مكبلة، مغلوبة على أمرها.
وفي تقرير مؤلم بثه التلفزيون الألماني DW، تحدثت إحدى الناجيات عن جريمة لا تغتفر: أربع شقيقات اغتصبن أمام والدهن، الذي لم يُتح له حتى أن يحتج أو يحاول إنقاذهن، بل قيل له ببرود قاتل: “شاهد بناتك وهن يُغتصبن…”
قالت الناجية: “عندما خرجت هذه الوحوش، لم نعرف من نواسي… هل نستر أنفسنا؟ أم نواسي والدنا الذي سُحق قلبه أمامنا؟”
أي قلب لا ينكسر أمام هذا القهر؟
أي ضمير لا ينتفض لهذا الظلم؟
أي إنسان لا يشعر بهذا الألم؟
هذه ليست مجرد أرقام في تقرير، ولا شهادات في نشرة إخبارية… هذه أرواح دُمِّرت، وقلوب تكسّرت، وكرامة أُهينت تحت سمع وبصر العالم.
فهل من عدالة؟
وهل من حساب؟
وهل من دولة تنتصر لهؤلاء المقهورين؟
لا سلام بلا عدالة، ولا وطن يُبنى على جماجم النساء وأجسادهن