الخرطوم : حفية نورالدائم
مع استمرار الحرب في السودان وافرزاتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تفاقمت أزمة سرقة الآثار وتهريبها الي الخارج .
وتدوالت وسائط شالاعلام الرسمية والخاصة اخبار تشير الي عرض قطع من الاثار السودانية عبر مواقع متخصصة في بيع الاثار .
وقالت الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون ، أن بعض محتويات المتحف عرضت بالفعل على الإنترنت ومنصات التواصل .
بدعوة من هيئة الاستخبارات العسكرية وقف عدد من الصحفييين علي الدمار الذي طال عدد من المرافق وكشفت الجولة حالات النهب والسرقة التي طالت متحف القومي ومتحف القصر الجمهوري ، ودار الوثائق .
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور والعروض التجارية لقطع أثرية وتماثيل فرعونية يقول أصحاب المنشورات أنها قد نُهبت من متحف السودان القومي الذي كان يقع تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع التي تُتهم بنهب وتهريب آثار السودان لبيعها ف
السوق السوداء العالمية، الأمر الذي أثار الجدل على مواقع التواصل.
*دمار شامل
واكد جمال محمد زين العابدين حمزه مدير
الشئون المالية والادارية بمتحف السودان القومي ان حجم المسروقات لم يحدد بعد على وجه الدقة واضاف خلال حديثه ل(المجد نيوز) ان هناك لجان متخصصة ستعكف خلال الايام القادمه لتقييم حجم الضرر وحصر ماتم فقده على ضوء الموجود واردف وعلي الرغم من ذلك الذى تمت سرقته ليست بالقليل
واشار الي ان هناك عدد كبير من الاثار الموجودة بالمخازن تم التعدي عليها بالتكسير الي جانب تعرض جسم المبني تعرض لاصابات بالاسلحة المختلفة مما الحق الصرر بالمخزن الرئيسي الذي يحوي اعداد ضخمة من القطع الاثرية .
وتحسر الزين على ما حدث بالمتحف القومي الذي تمثل محتوياته حصيلة جهد وتاريخ طويل من البحث الآثاري امتد لأكثر من 100 عام، ولا يمكن تعويضه لأن الكشوف الأثرية تحدث مرة واحدة ولا تتكرر، فضلاً عن أنها ثمرة عمل مضن لعلماء وباحثين جاءوا من كل أنحاء العالم استكشفوا ونقبوا وخلدتهم كشوفاتهم من خلال ما خلده أجدادنا
واشار جمال الي تعرض المكاتب الإدارية لتخريب شامل وسرقة الحواسيب وماكينات التصوير واجهزة التكييف وغيرها واضاف تمت سرقة العربات الخاصة بالهيئة والعربات التي تخص بعثات اجنبية عاملة بالهيئة.
*بلاغات دولية
وقال جمال ان حجم الآثار داخل متحف السودان القومي يقدر بمائة الف قطعة
وكشف عن عدد من الاجراءات تم اتخاذها منها تكوين لجنة برئاسة الدكتور جراهام وزير الثقافة والإعلام السابق وعضوية الهيئة العامة للآثار والمتاحف والأجهزة الأمنية المختلفة وهيئة اليونسكو لمتابعة استعادة هذه الآثار وتم فتح بلاغات بذلك كما تم اعلام البوليس الدولي (الانتربول) بذلك وهناك ايضا وحدة استرداد الآثار يشارك فيها السودان مكونة من عدد من الدول عبر اتفاقيات معينة
*خسائر فادحة
دكتور محمد سالم استاذ الاقتصاد بجامعةالنيلين قال ان سرقة الآثار تنشط في فترات الحروب وتستغل مافيات الآثار فترات الصراع لتزيد الطلب على القطع الاثرية وتدفع مقابل ذلك مبالغ باهظة مقابلها .
واضاف سالم ان بعض المعلومات اكدت نهب الاثار في المناطق التي كانت تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع واضاف بعض التقارير اكدت ان بعض الآثار المنهوبة بدأت تجد طريقها إلى الأسواق العالمية والمزادات.
وقال سالم ان سرقة
الآثار جريمة تهدد التراث الإنساني وتشكل انتهاكًا صارخًا للهوية الثقافية للأمم
واضاف أن بعض القطع الأثرية التي عُرضت للبيع عبر الإنترنت لا تنتمي فقط إلى الشعب السوداني، بل هي جزء من التراث الإنساني العريق، وتلزم القوانين الدولية الجميع بحمايتها والمحافظة عليها.
وتابع التقديرات الأولية تشير إلى خسائر تصل إلى 110 مليون دولار في قطاع الثقافة والآثار والسياحة بسبب هذه الأعمال التخريبية).
*فلاش باك
وافتتح متحف السودان القومي أكبر متاحف البلاد لأول مرة في عام 1904، ثم أعيد افتتاحه مرة أخرى بمقره الحالي على شارع النيل في الخرطوم في عام 1971، وجمع المتحف قطعاً ومقتنيات أثرية تمثل جميع فترات الحضارة السودانية قبل التاريخ ،العصور الحجرية، الفترة الإسلامية.