الأحد, أغسطس 10, 2025
الرئيسيةمقالاتالسفير والموسوعة د.جعفر طة ...

السفير والموسوعة د.جعفر طة بقلم /الطيب عبدالرووف



الاخ الصديق العزيز الاستاذ /السفير /والموسوعه د/جعفر طه حمزه رجل لذاكرة التاريخ والايام والليالي الخالية في مكتبتي المتواضعه بمنتدي زهرة الخليج بالكدرو يشكل الدكتور طه حمزه لوحة سيرالية رائعة وحضور بهي يحمل معه كل دواعي وادوات الانس والسمر والمجالسة النافعة الشاملة لضروب المعرفة والفن والادب .تقربت اليه منذ عقدالتسعينات في مجالس عابرة كان يؤمها يومئذمجموعة مختلفه من رجالات المجتمع .لكن علاقتي توثقت به اكبر وشبت ونمت في رحلة البحث عن المعرفة وحمل ادوات التنقيب للوصول لاعماقها فكثرت اللقاءت وتعددت وصرت اوجه له الدعوه لتزيين مكتبتي المتواضعة التي ظللت اجمعها بتروي واختيار مضن .فكان ان جاد علينا دكتور جعفر وتزين به مجلسنا وصار واحدمن اركان منتدي زهرة الخليج الذي يجمع لفيف من المثقفين والادباء والشعراء والباحثين عن اعماق التاريخ المكتوب وغيرالمكتوب وفن التراث الشعبي ..ويتجول بنا الاستاذ جعفر في محراب الفن والثقافة والادب ويتحفنا بالكثير المثير من القضايا التي تخص بعض الجوانب الاكاديمية .ثم يمتدالنقاش والحوار لنقف احيانا كثيره علي قضايا امتنا العربية والاسلامية والاسباب التي اقعدت عن اللحاق بقطار التقدم في مقارنة بالعالم الاول .ومن ثم نتحسس موقعنا نحن ابناء ودولة السودان وموقعنا من العالم من حيث الموقع الجغرافي والموقع الحضري لبلادنا في عالم اليوم ومدي تاثيره كفاعل كان له تاريخ وماض مشرف منذ قدمائنا الكوشيين والمرويين .
ثم ياخذك الرجل في سياحة عن قبائل وشعوب السودان فيقدم لك اضآءت ومفارقات لم تكن تعلمها من قبل . وماينفك يربط ماضي السودان بحاضره ومايجب ان يكون علينا من خطط تقود لمستقبل مشرق .
اضع رؤوس مواضيع كثيرة امام الصديق العزيز الدكتور طه حمزه فيستقيم في جلسته تلك وقدحضر وجمع كل افكاره فيحدثك حديث العارف الواثق براي حاذق وتوفيق وتسديدفيضع مشرطا علي موضع الداء كجراح ماهر تشفي عليه يديه جراحات اعياها التشيخص ويقدم روشتة العلاج مصحوبة بالوصية بدقة التنفيذالمشروط باكمال الجرعة
سنوات مضت ظل فيها الصديق العزيز جعفر طه حمزه يمثل ايقونة لمكتبة زهرة الخليج وعلما يحمل لواء الفكر والمعرفة .فلماذ لاتستفيدبلادنا من وتنهل من وعاء الدكتور جعفر فهو جدير بالاحتفاء والتقدير والتوقير وجدير بتسليط الاضواء عليه فهو كنز من كنوز السودان ومتحف من متاحفه فان كانت الحرب قد فرقتنا وباعدت بين الجالسين والمتحلقين حول علم الرجل فانه ان الاوان ان يكون الدكتور جعفر كتابا مفتوحا للجميع .وهورجل متواضع حدالتواضع ويمتلك الكثير من التجارب علي مستويات مختلفه ويمتلك الدكتور جعفر طه مكتبة عظيمة وكبيرة تضم الاف الكتب وبعددخول التتار الجددالي بلادنا منذ مايقارب العاميين الا يقليل نضب معين مكتبة زهرة الخليج من مياه المعرفة والثقافة وتساقطت اوراقها المزهرة ولم يبق منها الاالقليل واطلال نناجيها كما ناجي شاعرنا يافواد لاتسل اين الهوي ..كان صرحا من خيال فهوي
فهل فعلت الحرب بمكتبة صديقي جعفر طه مافعلت بها تلك الايدي الجاهلة العابثة الغيرآبهة اومكترثة .
ان المرء ليحزن ويصيبه الكدر ويستبد به الالم وتعلوا الحلق غصة ويصيب النفس اعتلال جراء مااصاب مؤسساتنا الثقافية والادبية والفكرية وارشيفنا من المعرفة علي كافة المستوي من ضروب المعرفة ومااصاب ارشيف امتنا من ماض مشرف وتاريخ تليد يعلوه الشموخ والكبرياء والسؤدد.كم من مؤسسة منوط به حفظ ارشيف الامة وكم من متاحف حوت فترات ناصعة من تاريخنا وارثنا وكم من وثائق دمرت واصبحت طي النسيان
اننا اليوم اذ نعاني من كل ذلك فاننا نلوذ بدكتور جعفر طه وامثاله من رجالات الثقافة في بلادنا نلوذ حينما يضيع تاريخ الامة ويباع ارشيفها علي ارصفة دويلات لا تصلح كتابة اسمائها علي خارطة وجغرافيا عالمنا المعاصر .
فهلا سارعنا بالانتباه لما اصاب واقع امتنا الثقافي .اليوم ..لقداصبح كل واحدمنا اليوم شاهد عصر علي مااصاب امتنا من خراب ودمار طال كل جوانب حياتنا من قتل وتشريد وفنون مختلفه من حرب مختلفة ..واصابنا الكثير من وعثائها ومن مخلفاتها ان اصطف الناس زرافاتا ووحدا نا امام مراكز الاغاثة المحلية والدولية واصاب الناس مااصاب من فقد الاهل والاحبة والاصدقاء صحيح اننا فقدنا الكثير فقدنا دورنا ووظائفنا واعمالنا وفقدت القدرة علي الوصف والتوصيف .واصابتنا امراض الحروب واوجاعها واسقامها بمسمياتها المختلفة ..وتخلق واقع جديد ربما يكون بعضه قابل للجبر بعدالكسر وربما يصعب تعويض بعضها ..وربما وربما ..واقع الافراد قابل للمقاربة والتسديد وجبركسرنفوس تفرقت بها سبل الحياة واغلق امامها باب الامل بعدسده ليل اليأس
انني اشعر بحزن بالغ اذ لاتجد من يتحدث عن ذاكرة الامة .ونخشي ان يتسع الفتق علي الراتق فنصحو ذات يوم فلانجد انفسنا ونخشي مانخشي ان لايكون بيننا من لايهتم ولا يهتم لكل ذلك .
اخي دكتور جعفر طه تلك هي بعض مايشغل ذاكرتي.ويحير وجداني احمل هم تلك الافكار بجسدمنهك ومتعب وعيون اضناها السهر تترقب لحظة الخلاص لاطلاق صافرة النهاية لحقبة هي من اصعب الحقب التي عشناها وقدمضي من العمر الكثير ..وماحدث شاق علي النفس ومؤذ لامانيها وتطلعاتها ..فهل جدت اخي جعفر علينافان ليال الفجر الصادق يترقبها الكثير من ابناء امتنا المكلومة واخيرا لك تحياتي واشواقي وودي ولك تحيات منتداك زهرة الخليج ولمثل تلك الايام والليالي نحن ونبكي

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات