الأربعاء, أبريل 2, 2025
الرئيسيةمقالاتالانتصارات بداية خروج حقائق الحرب ...

الانتصارات بداية خروج حقائق الحرب بقلم / زين العابدين صالح عبد الرحمن


في البدء أرسل التحايا و التبركات للشعب السواني و القراء بمناسبة عيد الفطر المبارك و نسأل الله أن يتقبل الصيام و القيام و الأعمال الصالحات لكل أبناء الشعب السوداني و كافة المسلمين..
أتذكر يوم بدأت الحرب في 15 إبريل 2023م كتبت على صفحتي في “الفيسبوك” هذا أنقلاب عسكري نفذته الميليشيا، و أنني أقف مع الجيش السوداني، و لن أقف مع ميليشيا و أعوانها على الإطلاق.. و كتبت مقال يوم 16 إبريل أتهم فيه “الحرية و التغيير، بأنها ضليعة في انقلاب الميليشيا، و كتبت مقالا أخر نشر في عدد من الصحف الالكترونية بعنوان ” وصية البرهان إلي مناوي فجر السبت” العديد من الذين تداخلوا تعليقا في الصفحة، أنني بتهم عناصر و قيادات سياسية و لا أملك الدليل، رغم أنني في المقالات أكدت أن هؤلاء كانوا متواجدين مع قائد الميليشيا في منزله منذ مساء الجمعة حتى بدأت الحرب.. و أشرت في عدد من المقالات أن الحقائق سوف تتكشف في المستقبل.. و لابد من ترتيب سلم الأولويات، و الوقوف مع الجيش حتى هزيمة الميليشيا هو المقدم على كل الأجندة الأخرى..
قال يوسف عزت المستشار السياسي السابق لقائد الميليشيا في اللقاء الذي كان قد أجراه معه عزام إبراهيم؛ أن طه عثمان كان عضوا في الجناح السياسي للميليشيا و مسؤول اتصال مع ” قوى الحرية و التغيير” و طه مقدم نفسه داخل تحالف “قوى الحرية و التغيير” باعتباره يمثل جانب المهنين، رغم أن طه عثمان لم يكن قياديا في ” نقابة المحامين” و لا في لجنة تسيرها، و من خلال حديث عزت يفهم أن هذه الشخصية تم زرعها في التحالف.. لآن الشخص لا يمكن أن يكون عنصرا فاعلا في ” حركة عسكرية” و في نفس الوقت يكون مدنيا، و يتم القبول به من القوى المدنية، إلا في حالة واحدة.. أن يكون هو الشخص المكلف بتسديد فواتير الحاجات التي تحتاجها القوى السياسية، و التي يريدها أن تدور في فلك الميليشيا.. هذا يقودنا لحديث قريب الله محمد الحسن رئيس حزب “التجمع الاتحادي الجديد” الذي أدلى به في المؤتمر الإستثنائي لحزب ” التجمع الاتحادي” بأن بابكر فيصل رئيس الحزب قال لهم في اجتماع (أنهم دخلوا مع الميليشيا في تحالف لأنها هي الوحيدة التي سوف تطهر الجيش من الإسلاميين و الفلول) و أيضا قال لهم ( أن الأحزاب لا يمكن أن تؤسس بالمائة دولار التي يدفعها الأعضاء، بل تحتاج لدعم كبير) و بابكر فيصل في قوله أشار إلي الميليشيا و إلي المجتمع الدولي الذي يساندهم، إذا من هي الجهة التي يعتقد فيصل كان عليها أن تقوم بتسديد فواتير التأسيس؟.. و أيضا جاء في حديث الفاضل منصور القيادي في الميليشيا أن حديث قيادات ” تقدم” في أديس أبابا مع قائد الميليشيا كانت تسأل عن دعم الأفراد في الإقامات و الإعاشة..
في ذات اللقاء استنكر يوسف عزت خطاب قيادات سياسية عندما تعلق على مجريات الحرب بالقول في وصف الانتهاكات ب ” الطرفين” كأنهم محايدين رغم أنهم كانوا جزء من فاعلية الميليشيا و شاركوا في اجتماعاتها.. و كان عزت قد أشار إلي أن العمل في تنظيم الميليشيا ينقسم إلي شقين، الأول كان هناك مستشارين تابعين لقائد الميليشيا و مكتبه السياسي.. و الثاني هناك تنظيم أخر يتبع للقائد الثاني في الميليشيا عبد الرحيم دقلو، و كانت قيادات سياسية لها اتصال و نشاط مع الأثنين.. و كل القرارات التي تتخذ في الميليشيا هم شركاء فيها.. و أغلبية المواطنيين كانوا متابعين ” ليلة التبرعات” التي كان قد أقامها حزب الأمة قبل الحرب.. و كانت منقولة على الهواء حيث تبرعت فيها الميليشيا كتنظيم، و أيضا قائدها بمليارات الجنيهات، و أن الميليشيا كانت قد أشترت لرئيس حزب الأمة عربة دفع رباعي، و تخصيص الحرس الذي كان يتنقل معه.. و هنا يأتي سؤال إذا كان هذا تم في وضح النهار، كيف كانت تصرف الميليشيا على الآخرين بعيدا عن عيون البصاصين..؟
إذا رجعنا إلي لقاء يوسف عزت مع عزام قبل أيام قليلة ليس هو اللقاء الأول.. بل هو اللقاء الثاني.. حيث كان الأول في الأسبوع الأول من يناير 2025م و لم يشير فيه عزت عن علاقة بعض القوى السياسية بالميليشيا، و لكنه في القاء الأخير فتح ملفات جديدة.. و كلما تحرك الجيش نحو ولايات جديدة و سجل فيها انتصارات على الميليشيا، خاصة في ولايتي كردفان و دارفور، و استطاع القبض على قيادات نافذة في الميليشيا سوف تتكشف العديد من الحقائق تباعا.. إذا كان من قيادات الميليشيا أو من الأخرين الذين كانوا على علم بمجريات الأحداث و لكنهم كانوا في حذر أن تصلهم يد الميليشيا و اتباعها..
في تطور أخر داخل حزب الأمة القومي، و قيام برمة ناصر رئيس الحزب المكلف الذي أعلن ولاءه للميليشيا بصورة و ضحة لا لبس فيها ، و مشاركته معها في كل نشاطاتها و فعالياتها داخل و خارج السودان، منذ أغدقت عليه باليد الطولى قبل الحرب و بعدها.. قد أدت إلي خلافات داخل حزب الأمة حيث تم عزله من قبل مجموعة قيادية. و الآن هو يعزل هذه القيادات و يشكل هيئة رئاسية جعل فيها الدكتور إبراهيم الأمين نائبا للرئيس.. و رفض الأمين هذا التعين.. أظن برمة لا يعرف الدكتور إبراهيم الأمين معرفة جيدة.. و الغريب هما في حزب واحد.. الأمين ليس ناشطا سياسيا مثل البعض، الذين صعدوا للقيادات بالتعين.. بل واحد من أفضل قيادات حزب الأمة و عركته السياسة عقودا من الزمن، و كان نائبا برلمانيا و وزيرا .. كتب إبراهيم عن تعينه مقالا مطولا يبين موقفه من عملية التعين و الميليشيا يقول ( كان الأمل أن يكون هناك درجة عالية من التفاهم حول القضايا المختلفة، و أن يصاحب القرارات موقف جماعي مساندا لها، و لكن للأسف عزل الأخ برمة نفسه، و أصبح إما أن يتخذ القرار بمفرده أو بمشاركة من أشخاص أخرين مع إبعاد النواب بصورة فيها عزل و عدم إحترام) و قال أيضا ( في ظل خيارات برمة الداعمة للدعم السريع و لمشروع الحكومة البديلة أحدث ردود فعل غاضبة و رافضة لقرارات برمة) غدأ أن شاء الله اعود للتعليق على مجمل مقال الدكتور إبراهيم الأمين.. و أسأل الله حسن البصيرة..

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات