عندما نتحدث عن فشل الإعلامي الحكومي فى دعم ومحاذاة الإنتصارات المجلجلة التى تحققها -بفضل الله تعالي- القوات المسلحة والكتائب المساندة، لانقصد بذلك التقليل من شأن أحد أو الكتابة فقط لإظهار السلبيات.
مما لاشك فيه أن “السلك الإعلامي”يضم فى معيتة من هم الأفضل بلاشك،لكن الواضح والبائن -وفقا لقرائن الأحوال- أن الإعلام بكل مكوناته خاصة “التلفزيون” قد فشل فى تقديم “منتوج” قوي ومؤثر ،يخاطب العالم الخارجي فى المقام الأول و يضاهي ماتحقق على أرض الواقع من صياغة جديدة للتأريخ الوطني السوداني،صياغة كان مهرها الدم والروح وعرق الرجال الذين صدقوا الله تعالي فصدقهم،الرجال الذين نصروا الله فنصرهم.
قال الأخ الكريم -محل الإحترام والتقدير- “خالد الإعيسر”وزير الإعلام:لو علمتم الخسائر التى لحقت بالإعلام لماتفوهتم بكلمة!،هذا حديث أعتقد أنه مسبط للهمم ومقعد لها،كونه يصدر من قائد لكتائب الإعلام فى ظرف معقد،ينبغي فيه أن يبث خطاب الحماس وكلمات والرفعة والمنعة،وينبغي فيه أن يبعث بين حاملي بندقية الإعلام روح مغالبة الواقع ومجابهة الظروف المحيطة به.
نقول للأخ الكريم “الإعيسر”،هنالك أمثلة بسيطة جدا لأعمال إعلامية ضخمة لاتحتاج لعظيم عناء وفكر،أعمال أن تم إجادتها يمكن أن تجعل الأرض تهتز من تحت أقدام “رويبضة” الصيهونية “محمد زايد”،وأولها إبتعاث وفد تلفزيوني لمقر ومنزل السفير الإماراتي -بحي الراقي- بالخرطوم،ليقوم بتسليط الضوء عليه كي يصبح ملفا كبيرا يتصدر أحداث اليوم بالتلفزيون،(خبر،كليبات،تقرير تحليلي،ضيف استديو،ضيف عبر الهاتف).هذا جهد لايحتاج إلا لعزيمة قوية وإيمان راسخ بالقضية،ولايحتاج الا لكاميرا ذات جودة عالية ومحرر أو مراسل يمتلك عقلية خصبة وثرية وذات إبتكار وتجديد ومواكبة،بجانب توفير وسيلة حركة.
هي مطلوبات لاتحتاج لمعجزة مالية أو إدارية،ولاتحتاج لنزول ليلة القدر،ولاتحتاج إلا لترتيبات مالية وإدارية وأمنية -حسب ظني- أنها مقدور عليها أن توفرت الرغبة فى مسابقة الأحداث وإستقرائها.
ملف منزل سفير “إمارات الصهاينة”فيه فرصة لن تتكرر لكشف “زيف وكذب ونفاق وغش وخداع” دويلة الإمارات المارقة التى قالت فى وقت سابق:أن الجيش قصف منزل السفير عمدا،وهي واقعة أتت لوسائل الإعلام الحكومية على طبق من ذهب كي تقوم بكشف التضليل العظيم الذي مارسته الإمارات على العالم، وتبعها فى ذلك أبواقها الصدئه خيال المآته “آل دقلو”والماكثون فى دجي الظلام دوما “صمود”.
ذات المراسل أو المحرر الذي يقوم بتغطية ملف بيت السفير الإماراتي،يمكن أن يقوم بتغطية ملف الأسري الذين تم تحريرهم من قبضة المرتزقة والعملاء والمأجورين “آل دقلو”،وهو ملف ملئ بالإنتهاكات الجسيمة والموجعة لحقوق الإنسان التى كفلتها القوانين والنواميس الدولية والإقليمية والداخلية،هو ملف ينبغي الطرق عليه بشدة وكثرة وتواليا دون إنقطاع،لأن فيه إدانة واضحة المعالم ،وفيه تبيان لامجال للإنكار معه لجرائم يندي لها الجبين إرتكبها أهل الخبث والخبائث “آل دقلو” ومن عاونهم.
الملف الثالث الذي ينبغي أن يكون تحت مجهر الإعلام بصورة عامة،والتلفزيون بصورة خاصة هو الكم الكبير من الأسلحة والذخائر والمسيرات والمدافع التى وجدت فى منازل المواطنين والمدارس والمستشفيات بل وحتى المساجد.
هي ملفات من خلالها يتم تعرية “المرجفون، الأفاكون” الذين إستحلوا دماء الناس وإنتهكوا أعراضهم من شرذمة “آل دقلو”،وتقوم بنزع ماتبقي من مزعة لحم “الخراصون ،المرتابون” قيادة إمارات الشر والقتل والدمار،وتقوم بزيادة الضر والفتنة على أهل “صمود” الذين هم فى غمرة غيهم السياسي “ساهون،تائهون، متخبطون” يبيعون بلدهم ووطنهم فى رابعة النهار لأجل حنفة دولار أو درهم لاتثمن ولاتغني من جوع.
لايجب أن يتعلل أصحاب الحقل الإعلامي فى هذه المرحلة الحرجة والحساسة أخي “الإعيسر” بحجج الإمكانات والظروف وماإلى ذلك،إنما يجب أن يشدوا المئزر ويربطوا بدل الحجر حجران على بطونهم،سيما وأن الحرب فى زماننا هذا ليست بندقية -فحسب-،الحرب الآن عملية مكتاملة “سياسية،إقتصادية، إعلامية،عسكرية،دبلوماسية،إختراقات إستخباراتية ومخابراتية”،أي خلل يصيب أحد هذه المرتكزات يمكن أن يعصف أو يقلل أو يضعف أي إنجاز تحقق فعليا على الأرض-هذا أمر معلوم بالضرورة-.
في رأي المتواضع أن الأخ الكريم “نزار بقداوي” لم ينجح في تغطية إنتصارات الجيش بصورة مهنية عالية لتوفر كل المعينات لدية على مدار الدقيقة،نجح لتوفر عوامل مهمه تسبق توفر المعينات أهمها:الرغبة فى الإنجاز،وتوفر العزيمة والعمل بجد لإخراج مكنون العمل التلفزيوني الذي يخدم السودان وشعبه.
هذا مع أكيد تمسكنا بالتسكعات والخروقات السالبة الكثيرة التى أظهرتها قناة العربية خلال فترة حرب الكرامة.
الخلاصة،أن الأخ الكريم “خالد الإعيسر” لم يكن موفقا فى إدارة ملف الإعلام لحرب الكرامة خلال الفترة الماضية،وقد ظن به الناس ظنا جميلا حتي يخرج الإعلام من وهدة ومصيبة كبيرة حلت به.
الأخ الوزير إنصرف للظهور الإعلامي الكثيف،دون أن يضع مشرطه على الجرح لعلاجه بصورة عاجلة وطارئة،وذلك حتي يتم محاصرة “الدعم الصريع” إعلاميا كما حصار الجيش القاتل عسكريا.
والحقيقة التى يتحدث عنها الناس بكثافة فى مختلف وسائل ووسائط الإعلام الجديد،خاصة “الفيس بوك” أن الإعلام الحكومى كان ومايزال فى مؤخرة المكونات ذات الصلة بحرب الكرامة.
هي حقيقة لاينفع معها دس الرأس فى الرمل،أو حظر المتابعين فى وسائل التواصل الإجتماعي ،كون تعليقاتهم خالفت مايريده قادة الإعلام فى بلدي،الأجدي والأنفع أن يبحث كل اصحاب المصلحة عن مواطن الخلل ومن ثم يتم علاجها، ليتمكن الإعلام من أدآء رسالته المطلوبة بشكل مرضي.