الأربعاء, سبتمبر 3, 2025
الرئيسيةمقالاتبإنتصار الخرطوم أوشكت الحرب على الانتهاء ...

بإنتصار الخرطوم أوشكت الحرب على الانتهاء ✍️أسامه الصادق ابو مهند

كانت حرب الكرامة من أكبر الحروب التي خاتضتها القوات المسلحة في التاريخ الحديث بحسبان كمية التأمر الدولي الكبير على الوطن من عدت دول ومنظمات دولية عبر اعوانها من الداخل بما يسمو بقوي الحرية والتغيير التي مهدت الطريق إلى هذا الصراع الدموي العنيف عبر مليشيا آل دقلو الإرهابية الجناح العسكري والذي لعب في هذا الدمار مخلب القط لتدمير الوطن بحمد الله انتصرت الخرطوم وبإنتصارها تكون الحرب على وشك نهايتها بإذن الله تعالى بعد أن وعد الله بالنصر لمن فعل الشرط، وهؤلاء أول المنتصرين، الخرطوم الصمود والصبر..فقد حررت القوات المسلحة نساؤها، وأطفالها، ورجالها، وشيوخها،حيث ما فترت همت القوات المسلحة ولا خارت عزيمتهم لحظة، لأنهم وثقوا بنصر العزيز القادر فتحقق بإذنه وفضله فقد قطعوا العهد، فتحقق الوعد، ونفذ قضاؤه سبحانه وتعالى لأنهم رابطوا، وأعدوا، فتحقق الوعد، تلك تباشير النصر لاحت في الآفاق، وبعد ما يقرب من عامين من القتل والتشريد والنهب والإزلال للمواطنين حتى تحقق هذا النصر والفتح المبين، فقد منية مليشيا آل دقلو الإرهابية بهزيمة ساحقة في كل محاور القتال، وحق الفرح للمنتصرين، ومن ساندهم ولو بكلمة حق، ولو بنشر بسيط على صفحات السوشيال ميديا، أو في ملايين المجموعات الخاصة على وسائل التواصل، وأنتم معهم بفضل الله، فكان وجودكم هنا نبراسا للآخرين بما تتسلحون به من وعي بالحقائق والمعلومات على الأرض على مدار اللحظة، فمرحبا بالمنتصرين، الذين آثروا الاستمرار، وخلصوا لوجه الله تعالى، ولم تعاندهم نفوسهم لأنهم عرفوا أنها الدنية، وأن ما عند الله باق وأفضل.. وأراد الله للسودان أن تخط في عاصمتها أحداث نهاية الحرب، وإعلان هزيمة المليشيا المتمردة، ولما لا فهي مقرن النيلين والقصر الذي شهد نهاية الطغاة من لدن غردون، وبانهيار هذه النقطة، انفرط العقد وتداعَت بقية القوات المنتشرة حول هذا المحيط أمام ضربات القوات المسلحة والقوات المساندة لها، عبر نيرانها الكثيفة على هذه المليشيا القاتلة من المسافة صفر، مما خلف رتل كبير من القتلى والمصابين والأسرى، والفارين خارج هذا المحيط نحو الجنوب الغربي من الخرطوم عبر سد جبل أولياء، حيث عزز هذا الانتصار هو القضاء الكامل على القوة الصلبة للمليشيا المتمردة التي كانت تتواجد حول القصر ووسط وجنوب الخرطوم، فقد كانت تتواجد بكثافة حول هذه المناطق، بعد عملية سحق هذه القوات فقد تم الكشف عن مخازن كبيرة للأسلحة الثقيلة والنوعية
والحديثة، وأجهزة التشويش المتطورة التي تم العثور عليها في مناطق متفرقة داخل القصر الجمهوري، وهذه الأسلحة كما أكد بعض الخبراء العسكريون إنها كفيلة بتمكين قوات المليشيا من صد أي هجوم عليها مهما كان حجمه، واستمرار بقائها في هذه المنطقة لوقت أطول.. لكن كل ذلك لم يحصل، بل جاء الانهيار سريعاً…بالنظر إلى ما كانوا يتمشدقون به عبر إعلامهم أن قواتهم لن تخرج من القصر الجمهوري والخرطوم، وأن القوات المسلحة لن ينتصر في معركة القصر ووسط الخرطوم كما كانوا يتمشدقون كذباً ونفاقاً، مما اثار تساؤلات كثيرة حول هذا الانيهار الكامل لهذه المليشيا… هل هو بسبب انعدام أو ضعف كفاءة قوة المليشيا في كيفية استخدام هذه الأسلحة النوعية المتطورة…؟؟؟ أم بسبب الحصار الخانق الذي فرضته القوات المسلحة على خطة الهجوم الشامل المعروف ب (أكسح.. امسح) وذلك قبل بداية ساعة الصفر التي تم تحديدها قبل ساعة الهجوم على القصر الجمهوري ومواقع وسط الخرطوم هذا الأمر كان له بالغ الأثر المفصلي والاستثنائي وذلك بانقطاع الإمدادات من المؤن الغذائية…أم كل تلك الأسباب مجتمعة هي في نهاية الأمر إلى الانهيار الكبير والشامل الي قوة، أيا كان الأمر، فالواقع على الأرض يقول إن قوات المليشا قد تلقّت هزيمة نكراء، وفقدت موقعاً مهماً كان يمنحها وجوداً نوعيّاًه في موضع القلب من السودان، وبهذا الانتصار تكون قد انطوى فصل مهم من فصول الحرب التي امتدت لعامين، ويتبقى الفصل الأخير منها، والذي سيكون مسرحه إقليم دارفور، وبقراءة للواقع الحالي على الصعيد العسكري فإن استمرار القوات في تكبيد المليشيا المتمردة الخسائر، وإلحاق مزيد من الهزائم بها، هو الارجح والمتوقع لثمة أشياء من بينها خسارة قوات المليشيا معركة الخرطوم وقتل الكثير من عناصرها، والكثير أيضًا من عتادها العسكري، إلى جانب فقدانها مواقع إستراتيجية مهمة كانت تستخدمها كمنصات لقصف مواقع الجيش والمواقع المدنية الحيوية في العاصمة والولايات، وذلك عبر المدافع والطائرات المسيرة، بالمقابل غنمت القوات المسلحة معدات وآليات عسكرية، وأسلحة ثقيلة وخفيفة، ومنظومات تشويش حديثة كانت بحوزت قوات المليشيا، فضلًا عن ارتفاع الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وتصميمهم على الاستمرار في المواجهة والقتال في آخر معاقل هذه المليشيا وفقدانها لمضادات الطيران ذات الفاعلية بغرض وقف هجمات سلاح الطيران، الذي ستكون له اليد الطولي في معركة دارفور، حيث ستكون قوات المليشيا المتمردة مكشوفة بالكامل لطيران القوات المسلحة، وهدفاً سهلاً له، مع انتهاء معركة الخرطوم، انتهت أكثر الحروب تعقيدا بما يسمى في التكتيك الحربي(بحرب المدن) التي كان للمليشيا بعض التفوق، بسبب طبيعتهم لإدارة ملف حرب المدن ولجو هذه المليشيات بلاختباء والتخفي وسط (الأعيان المدنية) وهي تتخذ المواطنين دروعاً بشرية، وكذلك خاصية ما يسمى بـ(الفزع) هذا النوع من القتال قطع شك يؤدي إلى إعاقة حركة القوات، لأنها تدربت على الحروب النظامية التي تكون بين الدول، عبر إتستخدام كل أنواع الأسلحة وما يعرف بالقوى المميتة. وبخروج المواجهات لتكون خارج نطاق العاصمة، تكون المليشيا المتمردة قد فقدت هذه الميزة.
القوات المشتركة، التي تقاتل مع القوات المسلحة تحت راية القوات المسلحة لها تميز واضح وكبير في ما يعرف بحرب الفضاء الواسع، بحكم خبرتها وتمرسها الطويل في مثل تلك معارك، تستطيع حسم الحرب في وقت قصير، لأنها تعرف تماماً طريقة وتفكير هذه المليشيا، إضافة عن إحاطتها بجغرافيا وتضاريس دارفور.
وقد حاولت قيادات رفيعة من المليشيا في وقت سابق استمالة هذه القوات إلى صفها أو تحييدها بوعود مغرية بشأن السلطة والثروة، تفادياً لمواجهتها، ولكن لم يجد هذا الراي الخضوع والإنصياع له، بالنسبة لمعركة الكرامة، نستطيع القول بإنقضاء المرحلة الأصعب بتحقيق الإنتصارات في كآفة محاور القتال، وما تبقى هو الأسهل على الإطلاق، هذه هي المعادلة في واقع حرب الكرامة الراهنة.
نصر من الله وفتح قريب

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات