المؤامرة على السودان لم تنتهي بعد…ما زالت قائمة، وما زال أعداء الوطن يتربصون الدوائر بالوطن، ينتظرون أي سانحة اوفرصة لبث الفتن ونشر الأكاذيب، حتى نفقد ثقتنا فى أنفسنا، خاصة أننا نجحنا والحمد لله في مجال العمليات العسكرية نجاح منقطع النظير بعد استلام زمام المبادرة وبفضل الخطط العسكرية بدقة متناهية تحررت بموجبه بعض الولايات واجزاء كبيره من المناطق في الولايات الأخرى حيث أصبحت ولاية الخرطوم قاب قوسين أو أدنى من التحرير الكامل، وقد استطاعت القوات المسلحة تحدى كل الصعاب وعبور الأزمات وتحقيق الانتصار بأقل الخسائر…لذلك من الضرورة بمكان تماسك الجبهة الداخلية وهي بلا شك أحد أهم العوامل التى تضمن استقرار الدولة، ومن خلال ذلك تؤكد قدرتها على مواجهة المخاطر والتحديات المختلفة، سواء كانت أمنية، سياسية، إقتصادية، أو اجتماعية… فالمجتمعات القوية والمتماسكة تستطيع التصدى لأى تهديدات خارجية أو داخلية بفضل وعى مواطنيها ووحدتهم حول القضايا الوطنية وهذا ما لمسناه في معركة الكرامة التي وحدت وجدان الشعب السوداني خلف قيادته العسكرية والسياسية خلال هذه المرحلة الدقيقة من عمر السودان، يحاول أهل الشر بصفة عامة المليشيا المتمردة واعوانها نشر وترويج الأخبار الكاذبة لزعزعة الاستقرار وبث حالة من الخوف فى نفوس المواطنين، ولكن عندما يكون الشعب موحداً، يصبح من الصعب على أى جهة خارجية زعزعة استقرار الدولة أو التأثير على قراراتها السيادية، عليه لابد من وجود جبهة داخلية متماسكة، استشعاراً بمسئولتهم الوطنية تجاه ما يحاك ضد الشعب والوطن من دسائس مؤامرات، ينبغي توحدهم في صف واحد كالبنيان المرصوص دفاعاً عن الوطن، وهذا الشئ تجسد تلقائياً في معركة الكرامة الذي أفرزت لنا مقاومة شعبية قوية وقفت موقف بطولي شامخ دفاعاً عن الأرض والعرض، إيماناً منهم بأن الوقوف في خانة المتفرج كانت تكلفته باهظة في الأرواح والممتلكات، فتماسك الجبهة الداخلية تكمن أهميته من خلال النضوج والشعور العام لدى المواطن، بأن هناك عدواً داخلياً متمثل في مليشيا آل دقلو الإرهابية واعوانها وآخر عدواً خارجياً و آخرين لا نعلمهم والله يعلمهم لذلك لابد من مواجهته بشتى الطرق ودون أي تردد وحياة الشعب وسيادة الدولة لا يمكن التردد حولها، فالشعوب بكل تجاربها السياسية والحياتية تصطف في زمن الحرب في جبهة شعبية متماسكة وواسعة للدفاع عن الوطن، الذي تكمن أهميته في تلك اللحظة بمدى ما يمنحنا من شعور وانتماء وعلاقة مادية وروحية للارض والشعب، ففي تلك اللحظة تتبلور نزعة قومية ووطنية تتخطى المفاهيم والتفسيرات الطبقية لطبيعة الصراع القادم من طوفان التهديد الخارجي للوطن.
نعلم جميعاً أن الأعداء يستخدمون الإعلام الأجور والأخبار الكاذبة لبث سموم الفرقة بين أفراد المجتمع، ولكن الوعى الوطنى والتماسك يحصنان المجتمع من هذه الأساليب ويقف صد منيع لكل الإختراقات، تماسك الجبهة الداخلية هو الدرع الواقي والحصين لمواجهة كل التحديات والمخاطر… فالشعب السودان العظيم يثبت فى كل مرة يشعر فيها بالمخاطر التى تهدد الدولة تجده يلتف كالساور بالمعصم مع قيادته ويقدم في ذلك الدروس والعبر لمن اعتبر أو القى السمع وهو شهيد على روح التضحية والفداء وهذا ليس بمستغرب لأن هذا الشعب المعلم يتمتع بجينات وطنية لا مثيل لها فى في الكرة الأرضية، والقيادة العسكرية والسياسية تعلم علم اليقين أن الشعب السوداني بكآفة اطيافه، ومكوناته المتباينة، يقف صفاً واحداً خلف قوات المسلحة في معركة الكرامة، ويقدر الدور الوطني الكبير الذي قامت به القوات المسلحة في حفظ الوطن وتماسك وحدته يقيناً بأنها صمام امان واستقرار السودان وما قام به من دور عظيم لإنقاذ السودان من السقوط والتفتيت والانهيار بعد مؤامرة حرب ١٥ أبريل المشؤمة.
يقع على عاتق الجميع علينا أن نكون أكثر تماسكاً فى هذه المرحلة المفصلية الإستثنائية من تاريخ الوطن لمجابهة التحديات الجسام… وستظل قوة الوطن من خلال وحدة شعبه والتفافه حول قيادته وقوات والقوات المسلحة فقوتنا تكمن فى وحدتنا على مر العصور.
جيش واحد شعب واحد