في خطوة تعكس حرص القيادة العسكرية على التواصل المباشر مع الشعب السوداني وتعزيز روح التضامن مع أسر الشهداء، قام رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بزيارة إلى منطقة البسابير، حيث تفقد أسر شهداء الحرس الرئاسي.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس تمر به البلاد، حيث تتصاعد التوترات السياسية والأمنية.
خلال الزيارة، ألقى القائد العام للقوات المسلحة عدة تصريحات حاسمة حول موقف الجيش السوداني من مفاوضات جدة.
فقد أكد أن القوات المسلحة لن تخضع لأي نوع من الابتزاز، مشدداً على أنها لن تدخل في أي تفاوض من شأنه أن يمس هيبتها أو يسلبها حقوق الشعب السوداني.
لقد كان هذا التصريح بمثابة إعلان واضح عن موقف الجيش الثابت الذي يسعى إلى الحفاظ على كرامته وهيبته، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية.
كما أشار رئيس مجلس السيادة إلى أن ملف مفاوضات جدة قد أُغلق بشكل نهائي، مما يعني عدم العودة إلى طاولة التفاوض هناك مرة أخرى. تعكس هذه الكلمات تصميم القيادة العسكرية على عدم الاستسلام للمساومات، وتعبر عن رؤية القادة العسكريين لكيفية إدارة الأوضاع الحالية.
إن غلق هذا الملف يأتي في سياق سعي القيادة إلى استعادة الاستقرار وضمان المصالح الوطنية.
وفي وقت يتعقد فيه المشهد السياسي في السودان، ركز القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على ضرورة القصاص للشعب السوداني من التمرد، مؤكداً أن القوات المشتركة في طريقها إلى الفاشر، وذلك في إشارة إلى استراتيجيات الجيش الرامية إلى تعزيز السيطرة والمواجهة مع مليشيا آل دقلو الإرهابية وداعميها .
وقد أضاف البرهان أن الجيش لا يميز بين الفاشر وشندي، مما يدل على الوحدة الإقليمية والعمليات العسكرية التي ستنفذ في مختلف المناطق.
تأتي هذه التصريحات في ظل الاوضاع الحالية التي تشهدها البلاد.
إذ يواجه الجيش تحديات كبيرة في جهود استعادة الاستقرار ومحاربة الفوضى، بينما يسعى الشعب السوداني إلى تحقيق السلام والعدالة. لذا، فإن تأكيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على عدم التنازل عن هيبة الجيش وحقوق الشعب السوداني يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز ثقة المواطن في المؤسسة العسكرية.
زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى منطقة البسابير ولقاءه بأسر شهداء الحرس الرئاسي تمثل تجسيدًا حقيقيًا لإرادة القيادة العسكرية في مواجهة التحديات المركبة. إن التصريحات التي أدلى بها القائد العام للقوات المسلحة تعبر عن استجابة حقيقية للواقع المرير الذي يواجهه الشعب السوداني، وتعزيز للخطط المستقبلية الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. لقد أظهرت هذه الزيارة كيف أن القوات المسلحة تظل العمود الفقري للدولة، وأن الحفاظ على هيبتها ومكانتها هو جزء لا يتجزأ من طموحات الشعب السوداني.