الثلاثاء, نوفمبر 18, 2025
الرئيسيةتقاريرقصر الشباب والأطفال صمودٌ ثقافي في وجه الحرب وتطلعٌ لنهضة جديدة ...

قصر الشباب والأطفال صمودٌ ثقافي في وجه الحرب وتطلعٌ لنهضة جديدة مدير القصر د. لؤي يكشف حجم الدمار و خطط إعادة التأهيل ورغبتهم في إعادة الروح للمؤسسة التربوية الأعرق. حوار : صلاح مختار – انتصار فضل الله

في ظل ظروف الحرب التي طالت البنية التحتية لمؤسسات كثيرة في البلاد، يبقى قصر الشباب والأطفال واحداً من أهم الصروح التربوية والثقافية التي حافظت على رسالتها رغم كل التحديات. في هذا الحوار، يكشف مدير القصر لؤي علي بركات عن حجم الأضرار، وخطط إعادة التأهيل، والجهود المبذولة لاستمرار المناشط، إضافة إلى رؤيته لدور القصر في دمج الشباب في المجتمع خلال الحرب وبعدها.

نص الحوار

– عرفنا عن نفسك؟
أنا دكتور لؤي علي بركات، مدير قصر الشباب والأطفال. متخصص في مجال النقد الأدبي والتحق للعمل بالقصر منذ مطلع العام 2001م

-حدثنا عن دور القصر تجاه المجتمع؟
القصر مؤسسة تربوية تعليمية تعمل على تدريب وتأهيل الشباب والأطفال في مختلف المناشط. فالأطفال يجدون هنا برامج صيفية ومخيمات سنوية، إضافة إلى أنشطة رياضية متنوعة. أما الشباب فنوفر لهم تدريبات وكورسات في التخصصات الحرفية والفنية، إلى جانب الأنشطة الرياضية.

-ما القدرة الاستيعابية قبل الحرب؟

قبل الحرب، استوعب القصر 940 دارساً في الفترة الصباحية ضمن برامج الدبلومات، فيما استوعبت الفترة المسائية أكثر من 400 مشارك. أما آخر مخيم للأطفال قبل الحرب فاستقبل 3900 طفل

-كم بلغ حجم الرسوم الاشتراكات؟

قبل الحرب كانت الرسوم رمزية للغاية 1500 جنيه لاستمارة التسجيل 3000 جنيه للكورس حاليا كل الكورس آت بدون مقابل مالي

  • متى استلمت إدارة القصر؟

توليت الإدارة عام 2021، وأنا أعمل بالقصر منذ 2009.

-إلى أي جهة تؤول تبعية القصر؟

القصر يتبع إشرافياً لوزير الشباب والرياضة، بينما تأتي ميزانيته من وزارة المالية

-حدثنا عن حماية ممتلكات القصر خلال الحرب؟

تابعت بنفسي وضع القصر من خلال تنسيق دائم مع القوات المسلحة التي كانت متواجدة به ، ما أدى لحماية عدد من الوثائق المهمة الخاصة بمرتبات الموظفين.

-ما حجم الدمار الذي لحق بالقصر؟

الدمار كان كبيراً؛ فقد دُمّر طابقان بالكامل، وتعرض المسرح والصالة لضربات مباشرة قُدرت بأكثر من 20 دانة. كما دمرت 9 ورش، وسُرقت السيارات الموجودة خارج المبنى، فيما تعطلت المركبات المتبقية. المبنى الرئيسي تضرر جزئياً لكنه ما زال قائماً كذلك تم حرق محطة كهرباء القصر بالكامل

-نريد تقديرات للخسائر ودور اللجان الحكومية؟

زارت لجنة من مجلس الوزراء القصر لحصر الأضرار ووضع تقديرات أولية. اللجنة الآن في مرحلة إعداد ميزانية لمعالجة التلف الذي طال المباني والمعدات.

-هل الدمار كان استهدافاً مباشراً؟

الدمار جزء من الاستهداف العام للبنية التحتية في المنطقة، إذ يقع القصر قرب السلاح الطبي، ما جعله في مرمى النيران، خاصة لكونه من أطول المباني.

  • حدثنا عن نشأة القصر؟ نشأ القصر في سبعينات القرن الماضي وهو هدية من حكومة كوريا الشمالية لحكومة السودان في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري .

-أبرز الخطط لإعادة التأهيل والشراكات؟

رفعت خططاً للتطوير عبر وزارة الشباب والرياضة ومجلس الوزراء، ليتم تنشيط اتفاقيات الشراكة بعد الحرب عبر وزارة الخارجية، أملاً في استعادة دور القصر بصورة أقوى.

-ماهي التحديات الراهنة؟

غياب الميزانية التشغيلية أبرز التحديات، إذ تعمل الدولة الآن على الفصل الأول فقط، مما اضطر الإدارة للاعتماد على الجهد الذاتي ودور “أصدقاء القصر” وخريجيه، الذين ساهموا في تنظيف وتأهيل بعض المنشآت بالإضافة إلى أدوار أخرى لاتحاد شباب السودان بالولاية وغيرهم في جانب حمل الأنقاض

واضيف انه قبل الحرب عُقدنا مؤتمر للخريجين لكنه لم يكتمل. تمتلك الإدارة قائمة كاملة بهم، وتتطلع لإحياء المؤتمر بعد الحرب لدعم القصر وتطويره.

-حدثنا عن الأولويات والعودة للعمل؟

بدأ القصر بالفعل إعادة تشغيل عدد من البرامج، ويستعد لدفع 14 تخصصاً بداية العام المقبل. كما عاد الإقبال بصورة كبيرة، إذ سجل 850 شاباً وطفلاً منذ فتح التسجيل، ودخل 150 منهم الفصول الدراسية حتى الآن.

-تقيمك الإقبال الدارسين رغم ظروف النزوح؟

على عكس المتوقع، كان الإقبال كبيراً جداً، مما اضطر الإدارة لطباعة الاستمارات بالجهد الذاتي، ما يعكس ثقة المجتمع في القصر.

-حدثنا عن رمزية القصر ورسالة الإدارة؟

القصر مؤسسة ذات مكانة راسخة، ولذا تدعو الإدارة خريجيه لزيارته ورؤية حجم الضرر والمساهمة في إعادة تأهيله.

-هل تمت زيارة للقصر من أي جهة حكومية؟

زار القصر الفريق شرطة عمار، رئيس اللجنة العليا لإعادة الإعمار، ووعد بتقديم الدعم الكامل وتأهيل المناشط، مع تكرار الزيارة خلال الأيام القادمة.

-هناك فجوة وهي هجرة الكوادر بالقصر والتعامل مع النقص كيف تمت المعالجة؟

الحرب تسببت في هجرة عدد من الكوادر داخل وخارج السودان. لمواجهة النقص لجأت الإدارة إلى التعاون مع المدربين والمتعاونين لسد الفراغ.

-هل لديكم برامج لدمج الشباب وتعافي المجتمع من آثار الحرب ؟

للقصر دور كبير في دمج الشباب، حيث نفذ مشاريع لذوي الاحتياجات الخاصة (عددهم 170)، وبرامج لبائعات الشاي والاطعمة، إلى جانب التدريب التحويلي لربات البيوت ومستمرون في إيجاد مناشط جديدة تسهم في تعافي المجتمع من خلال الإرشاد النفسي والاجتماعي وغيره

-إذا لديكم مشاريع مستقبلية؟

بالتأكيد.. فمن بين الخطط المطروحة إعادة الفرقة الموسيقية وإقامة مهرجانات للغناء الوطني إلى جانب إضافة تخصصات جديدة مثل التمريض والإسعافات الأولية

-هل شهادة القصر التي ينالها الدارس معتمدة؟

دبلوم القصر معترف به ويمكن توثيقه من وزارة التعليم والخارجية، مما يسمح للدارس بمواصلة دراسته أما الكورسات العادية فيمكن توثيقها من الخارجية.

-هل لديكم علاقة مع المنظمات المحلية أو الأجنبية للإسهام في تأهيل القصر؟

لا توجد شراكات مع المنظمات لأنها– لا تفضل العمل مع المؤسسات الحكومية.

-حدثنا عن تأمين القصر وخطط استثمارية؟

قبل الحرب كانت الشرطة توفر حماية خاصة للمبنى، والآن لا توجد قوة شرطية بسبب الوضع الأمني.

أما الاستثمار فيتبع لوزارة الشباب عبر صندوق دعم الأنشطة الشبابية والرياضية، ودور الإدارة يقتصر على تقديم الرؤية دون سلطة تنفيذية مباشرة.

-كلمة اخير؟
اولا اشكر الإعلام الإلكتروني للاهتمام بقضايا القصر والشباب ومن هنا أناشد كل خريجو القصر الإسهام معنا في إعادة تأهيله حتى يعود قصر الشباب والأطفال كما الأول وأفضل وأعلن أن أبواب القصر مفتوحة لكل من يريد أن يتعلم ولكل دارس وأيضا هناك شراكة بيننا وبين الصحفيين لاستيعابهم ضمن الدارسين في الكورسات التي يرغبونها

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات