الجمعة, نوفمبر 14, 2025
الرئيسيةمقالاتحوار مفتوح مع الأخ إبراهيم الماظ حول العودة إلى الشعار القديم (فلترق...

حوار مفتوح مع الأخ إبراهيم الماظ حول العودة إلى الشعار القديم (فلترق منهم دماء أو ترق منا دماء أو ترق كل الدماء “بل بل يس”) (١) بقلم/ الصادق علي حسن

عقب أحداث الفاشر الأخيرة المؤسفة ، وما حدث في المدينة المنكوبة من قتل جزافي وتدمير ، بعد أن ظلت المدينة محاصرة حصارا امتد لأكثر من خمسمائة يوم في ظل صمت داخلي وخارجي مطبق ، كما وفي خلال هذه المدة الطويلة والحصار المضروب على المدينة ، قاسى سكانها من كل أصناف وأنواع المعاناة ، لدرجة أن أكل أعيانها الأمباز وهو مسحوق قشور الفول السوداني والسمسم بعد استخلاص زيت الطعام (الأمباز علف الحيوان) ، وحتى هذا الأمباز قد انتهت مدة صلاحيته لطول فترة التخزين، ولم يعد يصلح للحيوان ، فأصيب العديد من آكلي الأمباز بالتسمم والاستفراغ حتى الموت ، وهنالك أسرة باكملها وعدد أفرادها ستة أشخاص قد قد ماتوا من أكل لأمباز التالف ، وأسرة أخرى مكونة من أربعة أشخاص قد ماتوا بالتسمم من أكل الأمباز التالف ، ولا توجد احصائية بالعدد الكلي لموتى الأمباز التالف (فاقد الصلاحية )، كما في حصار مدينة الفاشر أكل الأطفال والنساء والشيوخ أوراق الأشجار وبقايا الحيوان النافق . لقد سجل أبناء مدينة الفاشر ملحمة بطولية فريدة في الصمود والتصدي والمقاومة ،ولانقطاع المدد ، كما وللتقديرات السياسية التي قد لا يعلمها إلا البرهان ومن يحيطون به ممن يديرون الدولة في بورتسودان والذين تاهوا ، وتضاربت تصريحاتهم الممجوجة المكررة . تمكنت قوات الدعم السريع من الاستيلاء على الفرقة السادسة مشاة الفاشر بعد ٢٥٦ معركة ، وكان سقوط الفرقة السادسة مشاة الفاشر ايذانا باكتمال سقوط كل المرافق والمؤسسات الحكومية في ايادي الدعم السريع . بمدينة الفاشر عشرات آلآلاف من الأسر والمدنيين الذين لم يغادروها . كما المؤسف حقا قبل سقوط الفرقة السادسة مشاة في ايادي الدعم السريع، غادر قائد الفرقة المذكورة وكبار الضباط وقادة المشتركة وعلى رأسها قائد حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي القائد جمعة حقار مدينة الفاشر وكذلك قيادات السلطة الإقليمة المدنية (السلطة يرأسها حاكم الإقليم دارفور المقيم ببورتسودان مني اركو مناوي) ، ووالي ولاية شمال دارفور واعوانه ، وتركوا المدنيين فريسة سائغة للدعم السريع . لقد مارست قوات الدعم السريع تجاه المدنيين كل أنواع التنكيل والقتل الجزافي، والسحل والتشفي، والولوغ في دماء المدنيين بوحشية بالغة القسوة لدرجة ظهور أحد البرابرة من الموتورين وهو يتباهي بقتل المئات من ضحاياه (أبو لولو ) ، كما ويقوم بتوثيق شرائط فيديوهات أثناء قتله لضحاياه، وهو يتلذذ، ويبثها للرأي العام . إن قيادة الجيش وكما ذكر قائد الجيش الفريق اول البرهان بنفسه أنها قد خرجت بإذن منه لتقديرات أمنية وللحفاظ على الأرواح ولكن ماهية هذه الأرواح التي حافظ عليها البرهان ؟ والجنود أصلا وظيفتهم الأساسية القتال من أجل حماية المدنيين والدولة . بخروج قائد الفرقة السادسة مشاة ،وقائد المشتركة وجنودهما وقد تم ترك المدنيين في مواجهة عناصر الدعم السريع الغاشمة التي مارست عليهم كل أصناف التشفي والانتقام . كان من بين ضحايا قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر عشرات النساء والأطفال والمسنين والمرضى بالمستشفيات، كما ارتكبت عناصرها جرائم الاغتصاب والخطف وما خفي اعظم . من الذين قتلوا بتشفي كما علمت أبناء قريبتي زينب مصطفى فضل أحمد وهم (وليد حلمي عبد الماجد / محمد حلمي عبد الماجد / ناريمان حلمي عبد الماجد) وأنه قد تم أسر والدهم حلمي عبد المجيد وشقيقهم وائل حلمي عبد الماجد . وبالنظر لحال الأسرة المكلومة المذكورة كالعشرات من سائر الأسر التي تعرضت إلى انتهاكات الدعم السريع البشعة بمدينة الفاشر . فهذه الأسر المتبقية بالفاشر حتى الآن ، ما يهمها الآن يتمثل في ضمان سلامة الذين لا زالوا على قيد الحياة من ذويها ، وليس برفع الشعارات والتهديد بالحرب كما يفعل مناوي وجبريل ومن خلفهما الماظ والبرهان . إن منى اركو مناوي لديه تقديراته وحساباته ،حول ضرورة مواصلة الحرب والقتال في مدينة الفاشر واستردادها، فهو له صفة حاكم الإقليم في حكومة الأمر الواقع ببورتسودان ، كما وللهادي إدريس من طرف الدعم السريع مصلحة في بقاء قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر، والقتال لإطلاق التصريحات التي تؤكد بأنه حاكم الإقليم في حكومة تأسيس الافتراضية ، كما ولجبريل إبراهيم المصلحة في الحرب والقتال في مدينة الفاشر لاستمرار شراكة محاصصة السلطة، ولكن ماذا عن الأسر التي فقدت العديد من أبنائها وعوائلها ،والتي لها المصلحة في سلامة المتبقين على قيد الحياة من أفرادها ،وهم لا يزالون بمدينة الفاشر المنكوبة ، وهنالك منهم الأسرى أو الاعتقال .
إن الأوضاع الحالية بالفاشر تحتاج إلى الحكمة وقد صار سكان المدينة، من الذين لم يغادروها بعد خروج قيادتي الجيش والمشتركة عبارة عن رهائن بأيادي عناصر قوات الدعم السريع ولقمة سائغة. لم يعد هنالك من منطق أو حكمة أولى بالإعتبار سوى تأمين سلامة حياة المتبقين من ابناء مدينة الفاشر .

إبراهيم الماظ وبل بس .

في الديمقراطية الثالثة كان الطالب إبراهيم الماظ من الطلاب الذين يتجولون في أركان النقاش ،وفي ساحات المناشط الطلابية متحدثا في الندوات بصوته الجهوري عن حركة الإسلام السياسي وشيخه د حسن الترابي، كما وعقب استيلاء الحركة المذكورة على السلطة بإنقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩م ، شاع انه كان من ضمن الطلاب الذين شاركوا في الإنقلاب المذكور ،كما وقد كان الطالب الماظ من الذين يجدون الإهتمام من شيخ حركة الإسلام السياسي الترابي، الذي كان يظهر الإهتمام بقيادات وكوادر حركته من المتحدرين من جنوب السودان بمثل عبد الله دينق نيال وموسى المك كور وعلي تميم فرتاك . أيضا المذكور عنه بأنه من أسرة المناضل عبد الفضيل الماظ الذي قاد مع آخرين من زملائه جمعية اللواء الأبيض، ومنها تبلورت المفاهيم الوطنية الأولى للحركة الوطنية السودانية في مواجهة الاستعمار الثنائي وتوجت بثورة ١٩٢٤م . إبراهيم الماظ بعد المفاصلة بين المؤتمرين الوطني والشعبي انحاز إلى زعيمه الترابي، ثم التحق بحركة العدل والمساواة التي اسسها د خليل إبراهيم ،وشارك في الحروب والقتال في مواجهة إخوان الأمس من اتباع حركة الإسلام السياسي. وقد تم اسره في معارك قوز دنقو الشهيرة في عهد البشير وتمت محاكمته بالإعدام .
ولكن المؤسف بعد كل هذه التجارب لا يزال الماظ يعتمد على العنف والقتل كوسيلة .
في ندوة نظمها الحزب الاشتراكي المصري بمقره بالقاهرة يوم السبت ٨/ ١١/ ٢٠٢٥م ، لم يكتف الماظ بلغة القتل (بل بل بس) بل دعا مصر للتدخل والحرب ، وهو يريد من مصر أن تغادر مربع الوساطة والرباعية . نواصل .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات