لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ما لم يواجه نفسه بجرأة، فينظر في مرآة النقد الذاتي ليتأمل عيوبه ويصحح مساره. ونحن في هذه السلسلة سنسعى إلى تسليط الضوء على بعض السلوكيات السلبية المنتشرة في حياتنا اليومية، ليس بهدف جلد الذات أو جلد المجتمع، وإنما من أجل التغيير الإيجابي وبناء وعي جديد يساعدنا على التقدم.
🔻 مثال على السلوك السيئ:
من أكثر السلوكيات انتشارًا في مجتمعاتنا الثرثرة وإضاعة الوقت.
تجد بعض الناس يقضون ساعات طويلة في المجالس أو على مواقع التواصل في نقاشات لا طائل منها، أحاديث عن الآخرين، نشر شائعات، أو جدالات لا تنتهي.
هذا السلوك يستهلك وقت الفرد ويقلل من إنتاجيته، كما يزرع الفتن ويخلق جواً من التوتر الاجتماعي.
🔹 آثار هذا السلوك:
- تراجع مستوى العمل والإنتاج.
- فقدان الثقة بين الناس بسبب انتشار الشائعات.
- تكوين صورة سلبية عن المجتمع بأنه غير منظم ويحب الكلام أكثر من الفعل.
✅ المعالجة العملية:
إدارة الوقت: تخصيص أوقات محددة للحديث الاجتماعي، وعدم السماح له بأن يطغى على العمل أو الدراسة.
الالتزام بالحقائق: قبل نقل أي معلومة، نسأل: هل هي صحيحة؟ هل ستفيد من يسمعها؟
تحويل الحوار إلى قيمة: بدلًا من إضاعة الساعات في أحاديث فارغة، يمكن أن نتبادل أفكارًا عن مشاريع صغيرة، مبادرات اجتماعية، أو فرص عمل.
بهذا نكون قد خطونا خطوة أولى نحو تغيير سلوكياتنا، وعلينا أن نتذكر أن النقد الذاتي ليس انتقاصًا من قدرنا، بل هو أعظم وسيلة لتطوير الذات والمجتمع.
