السبت, أكتوبر 4, 2025
الرئيسيةمقالات✦✺ ملوكُ الصَّحراءِ.. أُسودُ القُوّاتِ المُشترَكة ✺✦ ...

✦✺ ملوكُ الصَّحراءِ.. أُسودُ القُوّاتِ المُشترَكة ✺✦ بقلم: عبير نبيل محمد

ياسُودانُ قُمْ، فالأرضُ تُناديكَ،
والرِّجالُ على الثُّغورِ قد بايعوكَ.
دمُهم مِدادُ النَّصر، وصوتُهم سِلاح،
ملوكُ الصَّحراءِ… أسودٌ لا تَهابُ إلّا الله.


بقلم: عبير نبيل محمد

┉┅═══✺◈✺═══┅┉

إنَّ القُوّاتَ المُشتركةَ باتت اليومَ أيقونةً للوَحدةِ الوطنيّة، وصورةً ناصعةً للتَّجرُّدِ من العصبيَّةِ والانتماءاتِ الضيّقة. قوَّةٌ لا تُقاتلُ باسمِ قَبليةٍ أو حزبٍ، بل باسمِ الوطنِ وحده؛ تُدافِعُ عن الأرضِ والعِرض، وتسطُرُ للتاريخِ صفحاتٍ من نورٍ ودمٍ وكرامة.


✦ التكوين والهُويَّة ✦

تكوَّنت هذه القُوّاتُ من أبناءِ الشَّعبِ بجميعِ مكوّناته، من الشَّرقِ والغرب، ومن الشَّمالِ والجنوب؛ فكانت المرآةَ الحقيقيّةَ لوحدةِ السُّودان.
هم ليسوا مليشياتٍ مأجورةً، ولا أدواتٍ لأجنداتٍ خارجيّة؛ إنّما جيشٌ مُوحَّد، منبثقٌ من وجدانِ الوطنِ وآماله.

وحين تجمَّعت الإرادةُ وتلاحمت البنادقُ، علت التضحياتُ إلى السَّماء، وزهت الأرضُ بالشهادة. فيما صغُرت أمامهم المليشياتُ كحشراتٍ على كومةِ تراب، لتُطبِق قوَّةُ المُشتركة، ويُكتَب النصرُ بحروفٍ من نارٍ ونور.

مصفحة فوق مصفحة (برندي فوق برندي)


✦ الاستراتيجيَّة القتاليَّة ✦

اعتمدت القُوّاتُ المُشتركةُ نهجًا جديدًا يجمعُ بين سرعةِ الحركةِ وقوَّةِ الضرباتِ الخاطفة. يتنقَّلُ رجالُها في ساحاتِ الوغى كالصقور، على ظهورِ الكُرُوزرات، في تكتيكٍ يُشبه موجاتِ الحديدِ والنار.
“كُرُوز فوق كُرُوزَر”… شعارٌ صار عنوانًا لبأسِهم، حيث يفتنون الناظرينَ بشجاعتِهم، ويزرعون الرُّعبَ في قلوبِ المليشيات.


✦ ملوك وأُسود الصحراء ✦

لم يعُد لقبُ “الجنود” كافيًا لهم؛ فهم ملوكُ الصحراءِ وأُسودُها. يزأرونَ في وجهِ الغُزاة، لا يعرفونَ التَّراجع، يحوّلون قساوةَ الرمالِ والعطشِ والليلِ إلى سلاحٍ يُعينهم.
كلُّ معركةٍ يخوضونها تُثبت أنّهم أسطورةٌ تتجدَّدُ على أرضِ السُّودان.


✦ المشهدُ الميداني الحي ✦

على الطَّريقِ التُّرابيِّ بين أم صميمةَ والأبيض، حيثُ الغبارُ يعلو والليلُ يُسدلُ ستارَه، تتقدَّمُ فرقةٌ من القُوّاتِ المشتركةِ بخطًى ثابتة.
صوتُ الطَّلقاتِ يدوّي، لكن رسالتهم أوضح: “لن يمسَّ سوءٌ أيّ نفسٍ بريئة.”

داخلَ الحقول، أُنشئت ممراتٌ آمنةٌ للأطفالِ والنّساء. القادةُ وجَّهوا بحنانٍ لا يقلّ عن حزمِ السِّلاح:
«الطريقُ آمن… نحن هنا من أجلكم.»
فغدت البنادقُ دِرعًا للإنسانِ قبل أن تكونَ سيفًا على العدوّ.


✦ إنجازات ميدانيَّة ✦

أم صميمة: تحرير البلدة مع تأمين الممرات الآمنة للأطفال والنساء.

بارا: السيطرة الكاملة بعد حصارٍ ومواجهة، وفتح الطريق نحو دارفور.

الدبيبات: حماية المداخل والطرق، وتقديم المساعدات الإنسانيّة للمدنيين.


✦ الاعتذار والتعويض للمزارعين ✦

لم تُغفِل المشتركةُ أثرَ المعارك على الحقول. فبعد أن اتخذت المليشياتُ الزرعَ درعًا بشريًّا، وقف قادةُ المشتركةِ بصدقٍ ومسؤوليَّة ليقدّموا اعتذارًا رسميًّا للمزارعين، مع وعدٍ قاطعٍ بتعويضِ الخسائر.
“نُقاتلُ من أجلكم، لا على حسابِكم.”


✦ الجنوب وتكامُل الهويَّة ✦

رغمَ الانفصال، ظلَّ الجنوبُ في قلبِ القُوّاتِ المشتركة: جرحًا حيًّا ودرسًا لا يُنسى. ما تبقَّى من وحدةِ الأرضِ والشعبِ هو عهدُهم الذي لا يُفرَّط فيه، ودافعُهم لمزيدٍ من الصُّمود.


✦ دور القيادة ✦

زيارةُ الفريقِ أوَّل ركن عبد الفتاح البرهان إلى المدنِ المحرَّرة، من بارا إلى أم صميمة، جسَّدت رسالةً واضحة: القيادةُ تُتابع وتدعم، والجيشُ والشَّعبُ يدٌ واحدة.
لم تكن زياراتٍ بروتوكوليَّة بل عهدًا متجدِّدًا: “لن نترككم وحدكم.”


✦ وحدةٌ وصُمود ✦

القُوّاتُ المشتركةُ أثبتت أن النصرَ ليس عتادًا فقط، بل وحدةً وإرادةً وصبرًا. في كلِّ طلقةٍ تقديسٌ للأرض، وفي كلِّ خطوةٍ صونٌ للإنسان.
هي شهادةٌ للأجيال أن السُّودان لا ينكسر، مهما تكاثرت الفتن وتشعَّبت المؤامرات.


✦ خاتمة شعريّة ✦

في صحراءٍ يلفُّها الليلُ، وعلى رمالٍ تحرسُها النُّجوم، يمضي رجالُ المشتركة.
لا يهابونَ موتًا، ولا يخشونَ ظلامًا، يكتبون المجدَ فوق الكُرُوزرات، بحروفٍ من نارٍ ونور.

ملوكٌ… أُسودٌ… تلمعُ في عيونِهم إرادةُ الوطن.
تهمسُ نسائمُ الصحراءِ: “هؤلاء هم الأمان… هؤلاء هم القوَّة.”

وإذا كانت لكم سُلطة… فتذكَّروا أن لنا عزَّةَ نفسٍ لا تُقهر، ولا تُباع… مَرامُها صامدٌ حتّى الممات.

✦✺ إِذَا كَانَتْ لَكُم سُلْطَةٌ فَتَذَكَّرُوا ✺✦
✦✺ أَنَّ لَنَا عِزَّةَ نَفْسٍ، لَا يُفْرَضُ عَلَيْهَا أَيُّ قَانُونٍ ✺✦
✦✺ مُرَابِطُونَ حَتَّى الْمَمَات ✺✦ ✌🇸🇩

✍️ بقلم: عبير نبيل محمد
سلامٌ وأمان… فالعدلُ ميزان

توقيعي:
أنا الرسالةُ حين يضيعُ البريد،
أنا امرأةٌ من حبرِ النّار،
أروي ملاحمَ الوطن،
وأحفظُ للعزّةِ والكرامةِ سطورَها الخالدة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات