السبت, أكتوبر 4, 2025
الرئيسيةمقالاتالقرضاوي ….ذكري رحيل العراب ...

القرضاوي ….ذكري رحيل العراب د.صبوح بشير بكتب….


تمر علينا اليوم الذكري الثالثة لرحيل الرجل الأمة ومفجر صحوة الاسلام في فجر الظلام ،لم يكن بلاشك مسجد عمر بن الخطاب بمدينة خليفة في قلب العاصمة القطرية الدوحة منبراً للخطابة فقط لكنه كان منبرا حراً لنشر الدعوة الاسلامية وفكرها المعاصر من زاوية وسطية تجديدية متطورة تستند علي اسس ودعائم الدين الاسلامي ،وكان عراب المنبر شيخنا الراحل العلامة د. يوسف القرضاوي ،واذكر اننا عندما كنا في طفولتنا وحتي بدايات الصبا لا نفارق خطب القرضاوي وجمعته التي كانت تمثل حلقة علم ومعين عمل لاينضب وغرس لقيم واصول وتعاليم الدين الحنيف برؤية عصرية .
نعم رحل شيخ الاسلام (الباسم ) وربان سفينته السياسية والفكرية الذي بذل جل وقته وعمره خدمة ونصرة ودفاعا عن الدين متحملا الترهيب والتنكيل والاعتقال والتغريب ولم تهن او تخور عزيمته رغم ما تلقاه من ضربات موجعة وقاتلة بسبب ارائه الجرئية ورواه التغييرية التي لم ترق للكثيرين من ابناء جيله من العلماء الذين تميز عنهم القرضاوي بالشجاعة والبسالة والحجة القوية فلم يستطع احد من مناؤوه ان يهزمه في معركة فكرية حيث كان ابو عبدالرحمن هو الفائز دوماً ،واصل القرضاوي طريق ترسيخ منهج ومدرسة اسلامية فكرية متفردة حتي حجز لنفسه مقعداً وثيراً في سدة العمل الاسلامي فإستحق ان يكون هو عراب (الحركة الاسلامية العالمية) بلامنازع حيث ابتدر نشاطاته الفكرية عبر تأسيس العديد من كليات الدعوة الاسلامية بعدد من دول العالم الاسلامي وكذا الهيئات والمؤسسات التي تدير الشان الدعوي والفكري الاسلامي وفق منهج الوسطية ،وكان صاحب الفكر الثاقب في كل مشاريع الحركة الاسلامية العالمية واحد مفاتيح دعوتها الصادقة الي الله ،شيخ القرضاوي الذي تميز بإبتسامته المتفائلة غرس في عقول تلاميذه تلك الصورة المميزة للشيخ الورع والشاعر الفذ والاديب المتمكن والخطيب المفوه والمحاور اللبق غزير المعرفة والبلاغة حيث كانت اشعاره وكلماته ونثره واحدة من محفزات الشباب الاسلامي في السير بطريق الدعوة والذود عن حياضها ، القرضاوي كان يتحدث حين يصمت الاخرون بقوة ويدلي بدلوه لايخشي في الحق لومة لائم ومن ابرز محطات التصادم حين مُنع القرضاوي من دخول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب تأييده للعمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية داخل إسرائيل ووصفها بأنها “استشهادية” ،وكان القرضاوي من اكثر علماء المسلمين تاثيراً في المجتمع حيث صنف وفق استطلاع راي أجرته مجلتا “فورين بولسي” الأميركية و”بروسبكت” البريطانية في العام 2008 حيث اختير في 2008 ليحتل المرتبة الثالثة .
نعم رحل الشيخ الورع لكنه خلف ورائه حوالي ( 170) كتاب في شتي ضروب الفكر الاسلامي ومدرسة وسطية ،وارث تاريخي كبير وعمل احترافي متميز تهتدي به مجموعات العمل الاسلامي في وضع مناهج ومعالم الطريق نحو الدولة الاسلامية العصرية .
رحم الله ابا عبدالرحمن فقد كان رجلا امة.

ومضة اخيرة :
ابرز ماكتب شيخنا الراحل :
تالله ما الدعوات يهزمها الردى.. يوما وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد، ألهب أضلعي
بالسوط ضع عنقي علي السكين .لن تستطع حصار فكري ساعة أو نزع ايماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي ناصري ومعيني

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات