الإثنين, سبتمبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتمثقال ذرة من زوال إنسانية الإنسان ...

مثقال ذرة من زوال إنسانية الإنسان كتب/ دكتور عثمان محمد البدوي


*إلى وقتٍ قريب كُنا نتوهم أننا -نحن السودانيين- أكثر الخَلْقِ إنسانيةً على وجه الأرض..
*ثُم جاءتِ الحربُ الهوجاءُ و ما تبعها من نهبٍ و سلبٍ و تصاعدٍ مسعورٍ في الأسعارِ و الإيجار .. لتكشفَ لنا أننا -في حقيقةِ أمرِنا- قد صِرْنا -بينَ غمضةِ عَيْنٍ و انتباهتِها- مِن أَحَطّ الأممِ أخلاقاً -إنْ لم نَكُنْ الأحطَّ أخلاقاً على الإطلاق- .. و لا تُحَدِّثْني عن الإستثناءات .. فالنادِرُ لا حُكْمَ لَهُ..
*لكنني تَعَرَّضْتُ -منذ لحظات- لصدمةٍ إعلاميةٍ أيْقَنْتُ معها أنَّ العاَلمَ كُلَّهُ مِنْ حَوْلِنا يَنْحَدِرُ بِأسْرَع من “سُرعةِ الضوءِ” نحو هاويةٍ سحيقةٍ مِن إنعدامِ الحِسِّ الإنساني.. ربما أدتْ لحذفِ مُفردةِ {إنسانية.. و مشتقاتها} من قواميسِ اللغة..
*أُذَكِّرُكُم بأنِّي أُرْسِلُ لَكُم هذه الرِّسالةَ قبلَ أن يَمُرَّ أسبوعٌ واحدٌ على كارثتَيْ الزلزالِ و الإعصار في المغرب و ليبيا .. اللتينِ خلّفَتا آلافَ الجُثثِ التي ما زالت ملقاةً على الحافةِ المُبتلةِ أو في دوامةِ الموجِ الطاغي .. تنتظرُ التكفين و الدفن..
*و الصدمة الإعلامية التي ذكرتُها أعلاهُ تتجسدُ في أنَّ أحد مُراسِلِي قناتَيْ “العربية و الحدث” قد ذكَرَ -قبلَ قليل- أنَّ سِعْرَ “الكَفَن” إرتفعَ فجأةً مِن 50 إلى 190 ديناراً !!
*حسبنا اللهُ.. لا إله إلا الله.. و لا حول ولا قوة إلا بالله ..!!
*لاحظوا أنه يتحدث عن سعر “الكفن” .. و ليس سعر “بَدْلة السَّهرة” .. !!
*رحِمَ اللهُ شاعِرَنا “الوافر الإنسانية” صلاح أحمد إبراهيم .. إذ أنه حينَ -أرادَ أن يُذَكِّرَنا بموعظةِ الموت- أَوْرَدَ في قصيدته الواعظة <نَحْنُ و الرَّدى> .. بيتاً يقول :
*{آخِرُ العُمْرِ -قصيراً أو طويل- ..
… {كَفَنٌ مِنْ طَرَفِ السُّوقِ؛
… {و شِبْرٌ في المقابرْ}.
*نصيحتنا الآن لأثرياءِ الحروبِ.. و تجارِ الأكفان:
[[خَبِّروا أهلكم : في أيِّ بُنوكِ الجحيم ستودعونَ ثرواتِكم .. حتى يشتروا لكم منها شِبْراً في الجنة]]
*عُذراً -أحبابي قراء الصفحة- إذا أوجعتُكم بما كتبتُ..
*و لكم التحيات الزاكيا

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات