أمس الموافق التاسع والعشرين من يوليو للعام 2025م تناولت مقالاً تحت عنوان “التشويش والتضليل غير مرحب بهما في الأنشطة الإنسانية، تكية الفاشر نموذجاً” هذا المقال أثار جدلاً واسعاً في وسائط التواصل الاجتماعي، بتوجيه انتقادات حادة لكاتب المقال الذي كان محوره دائراً حول خروج نشاط التكية داخل مدينة الفاشر وأن المشاهد المرئية والصور ملتقطة من منطقة ما خلال الأسابيع الماضية.
المقال المنشور قد استند إلى معلومات من مصادر بما في ذلك أصحاب المصلحة أنفسهم بتسجيلات صوتية وصور موثقة، نفوا تماماً وجود أية تكية تحضر لهم الطعام من داخل مركزهم، وأشاروا إلى الأمباز الذي يتناولونه، المعلومات الأخيرة جاءت بناء على طلب مسؤول التكية للذهاب اليوم “الأربعاء” بتاريخ 30/4/2025 إلى الموقع المذكور “يفضل حجب اسمه لأسباب موضوعية” للتحري من صحة المعلومات المنشورة مرة أخرى، فآثرت على نفسي الذهاب أمس “الثلاثاء” الموافق التاسع والعشرين من يوليو الحالي وأجريت استطلاعات إضافية من المركز المذكور، بجانب مركز أخر مجاور، وكان خلاصة ردهم نفي وجود أية تكية خيرية توفر لهم خدمة الطعام، وأنهم يعتمدون على أنفسهم.
وفي هذا اليوم “الأربعاء” الثلاثين من شهر يوليو أطل علينا الصديق الخلوق “عاطف الشوالي” ليحدثنا بأن تكية الفاشر ظلت على نشاط مستمر بذات المنطقة بالرغم من الشح الواضح في المواد الغذائية في الأسواق.
شخصياً أثق في حديث “عاطف الشوالي” وما جاد به من تعليق بشأن عمل تكية الفاشر، ولكن يبدو لي أن أصحاب المصلحة الحقيقين لهم مطامح إضافية واضحة ،في ظل أزمة الجوع، لتوسعة أنشطة التكايا لتوفير المزيد من الطعام لذا كانت أحاديثهم منفياً.
وللمصداقية والتأكيد، كنت تواصلت في وقت سابق لمسؤول المبادرة للتعليق على عمل التكية والسقيا فكان رده أنه لا يحب التصريحات لأجهزة الإعلام.
والحقيقة قمة سنام الصحافة أين ما وجدت نحن إلى جانبها، فالعذر والمعذرة لطاقم تكية الفاشر وشيخ المبادرين محي الدين شوقار الذي ظل يقدم قبل وأثناء الحرب، ونؤكد أننا لاننحاز إلا للحق والحقيقة، وليس لنا مصلحة في أحد غير كشف الحقيقة، ونرجو من المانحين تواصل دعمهم المادي للتكايا الخيرية بالفاشر لإطعام الناس جميعاً من خطر الجوع والموت الجماعي. وأخيراً أن الحق أبلج لايلجلج، تقبل تحياتي.