برزت إلي السطح العديد من المبادرات التي تهدف إلى إعمار ما دمرته الحرب فأول هذه المبادرات كانت مبادرة إعمار جامعة الخرطوم بكلياتها المتعددة والكثير من الأصوات التي تنادي برغبة جادة في المساهمة في إعادة الاعمار لم يسعوا إلى (الترند) وليسوا هواة الشهرة، فإنهم جديرون بكل تقدير، وبأن ينالوا ما يستحقون باعتبارهم قدوة لجيلهم، فهم شباب فى عمر الزهور أتحدث، بعد أن قرأت عنهم، ما تم تسجيله فى سطور قليلة، رصدت تجربتهم خلال حملات الإعمار التي انتظمت ولاية الخرطوم لاسيما جامعة الخرطوم رائدة هذه المبادرات
وهي مبادرات ذاتية، ودون دعوة سارعوا بالمشاركة فى جهود الصيانة والنظافة وإعادة بث الروح فيما تعطل بفعل الحرب، بصمت شكلوا خلايا انتشرت فى المواقع دون طلب أو أجر أو انتظار المكافأة واعتبروا أنفسهم جنوداً وضعوا ما يملكون من علم وطاقة وخبرة، تحت مظلة الإعمار، تطوعوا حباً فى وطنهم ومواطنيهم، فثمة لحظات يكون التعبير عن الانتماء بالعمل والعرق لا بالكلمات أو رفع الشعارات مهما كانت براقة، ولا بالتغنى فقط، إذ إنه فى وقت الشدائد والأزمات يتجلى المعدن الحقيقى للإنسان، وينبعث التعبير عن الشعور بالانتماء كهبة صادقة تترجم جوهره فى عمل ملموس، وبرهان يحمل فى طياته الدليل العملى لمفهوم الانتماء.
▪️ملمح آخر يترجم قيمة الوفاء، عبر عنه مشاركة أبناء ولاية الخرطوم الذين ذابوا فى قلب الحدث سعياً لتسريع عودة الخدمات المختلفة بعد انقطاعها من جراء ما احدثته مليشيا آل دقلو الإرهابية من تخريب.
▪️إنه العمل التطوعى فى أرقى تجلياته مبرأ من أى مظهرية، أو ادعاء، باعتباره واجباً مستحقاً، مهما كانت مشقة وصعوبة ما قاموا به، إنها المشاركة الإيجابية التى تعمق القدوة والنموذج، وتعكس فهماً عميقاً للوعى، لدى كل من بذل جهداً شاقاً، لم يكن يخلو من مخاطرة.
ثم إن المشهد أحد جوانبه المضيئة يعنى إعلاء لقيمة التعاون، والعمل بروح الفريق، ولعل صدى ما سمعوه من أمثال سودانية متداولة من أن (يداً واحدة لا تصفق) كان يدوى فى آذانهم، بل فى ضمائرهم قبل سمعهم لقد كانوا كباراً بعملهم وأفعالهم، وأكدوا أن السودان كان وسيظل بأبنائه بخير دائماً.