الخميس, أكتوبر 16, 2025
الرئيسيةمقالاتمتى تعود الخرطوم؟ (7) عصري الجمعة ,,, ...

متى تعود الخرطوم؟ (7) عصري الجمعة ,,, بقلم: مصطفى عبيدالله

من المعلوم أن يوم الجمعة يحمل بين طياته سرًّا من أسرار البركة والنفحات الربانية، فهو خير يوم طلعت فيه الشمس، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، وهو عيد أسبوعي تتنزل فيه السكينة وتُضاء فيه القلوب بنور الذكر والقرآن، وتُرفع فيه الأكف بالدعاء والرجاء، وتتنزل فيه الرحمات على أمة محمد ﷺ.
في الخرطوم، كان ليوم الجمعة طعم خاص، لا يشبه غيره من أيام الأسبوع، ولا حتى سائر المدن. كانت عصاري الجمعة لوحة روحانية مزدانة بالألوان السماوية، تتنقل بين حمد النيل والصائم ديمة، وبين مسيد الشيخ قريب الله أبا صالح بودنوباوي، حيث ذكر الأنفاس, والإنشاد العذب، والأرواح المشرئبة إلي سماء الصفاء والرضا وغيرهم من المنارات الدينية السامقة ,
فأم درمان، العاصمة الوطنية، لم تكن مجرد مدينة، بل كانت ساحة إيمانية نابضة، تعرف كيف تهيئ النفوس وتغسل القلوب مع كل عصري جمعة. كان الذكر فيها حياة، وكانت النوبة والاهازيج والمديح والصلاة على النبي ﷺ زادًا روحانيًا يجمع أهلها من كل صوب.
اليوم، وبعد أن لفَّ الحزن المدينة، وغابت عنها مواكب الذكر ومجالس العلم والإرشاد، نسأل أنفسنا , هل تعود عصاري الجمعة كما كانت؟
هل نعود لنروي ظمأ أرواحنا في تلك السوح الطاهرة؟
هل تعود الخرطوم، حامدة شاكرة، مسبّحة بحمد ربها، ترفرف فوقها رايات النصر والعزة والكرامة؟
إن العودة ليست مجرد حنين، بل هي أملٌ نزرعه في قلوبنا كل جمعة، نُدعوا لأجله، ونسعى إليه بكل ما أوتينا من صبر وثبات. فمجالس الذكر لا تموت، وإن غابت، فإنها تعود بأقوى مما كانت، فقط إن صدقت النية وخلص العمل ,,,,,,,,
اللهم رد الخرطوم إلى أهلها ردًّا جميلاً، وأعد إليها عصاري الجمعة كما عهدناها سكون في الأرض، واطمئنان في القلب، ونور في الوجه، وذكر يتصاعد إلى السماء.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات