الثلاثاء, يوليو 1, 2025
الرئيسيةمقالاتارجعوا بيوتكم وعمروا مناطقكم بايديكم "امدرمان امبدة" ...

ارجعوا بيوتكم وعمروا مناطقكم بايديكم “امدرمان امبدة” بقلم/ منى بشير ابوقريبة


بعد إعلان الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع  تحمست للخروج لآداء واجب عزاء في منطقة امبدة دار السلام . فتوجهنا صوب سوق صابرين وقد توفرت به المواصلات التي انقطعت لعامين ونيف بعد اندلاع الحرب . تفاجئت حينما سمعت المنادي يقول بحري المؤسسة واخر يقول الخرطوم المركزي  واخر ينادي الشهداء سوق امدرمان الصالحة . لم اصدق ان الخرطوم تعافت لهذة الدرجة وان مواصلاتها اصبحت متوفرة لكل اتجاهات الولاية بمحلياتها السبع وان الامور ماشة على ما يرام .
وفي طريقي الى امبدة ايضا تفاجئت بحجم الدمار الذى خلفته الحرب في محلية امبدة. كنت دوما اتابع واسال حول الاوضاع عامة في ولاية الخرطوم من اشخاص ياتون الى محلية كرري من اتجاهات مختلفة سمعت حكاوي مأساوية يشيب لها الراس ويندى لها الجبين ولكن من راي ليس كمن سمع . في امبدة وجدت الشوارع شبه خالية وهنالك حركة بطيئة جدا لبعض السكان الذين رجعوا الى بيوتهم كل البيوت والمحلات التجارية والافران  وطلمبات الوقود التي تقع على الطريق الرئيسي مفتوحة ومدمرة وخاوية على عروشها كبيوت الاشباح . الشوارع  مكتظة بالعربات المشنتة والمسروقة بكل اشكالها والوانها والركشات والتكتك بعض العربات محروقة على قارعة الطريق وبعضها عبارة عن هياكل فقط هنالك بعض القبور المبعثرة في الميادين .
المشاهد تؤكد ان القوات المسلحة السودانية بكل مسمياتها خاضت حربا طاحنة وابلت بلاءا حسنا في طرد المليشيا من ولاية الخرطوم. التحية للقوات المسلحة السودانية والجنة والخلود للشهداء الذين راحوا ضحايا لهذه الحرب اللعينة. والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
تحسرت  لما آل اليه الوضع من المشاهد المروعة التي لمحتها في الطريق خلال رحلتي لمنطقة دار السلام وتسألت هل اللذين قاموا بهذا الخراب والدمار سودانيون وكانوا يعيشون في اوساط المجتمع السوداني الذي نعرفة بالمرؤة والتسامح ؟ الذي حدث كأنه عمل ممنهج ضد  المواطن ومؤسساته الخاصة والعامة . وكنت اراغب عن كثب حجم الدمار الذي لحق بالمؤسسات العامة خاصة المستوصفات والمدارس والاسواق .احد المراكز الصحية تمت سرقته تماما الشفشافة اخذو ا كل م بداخله لم يكتفوا فسرقوا عرشه وابوابه ومنافذه وتركوهوه اسوار خاوية . يبدوا انه كان مركزامهما يغطي خدمة كبيرة لهؤلاء السكان . وهذا نموذج لمئات المراكز والمرافق العامة التي تعرضت للدمار والسرقة التي يوصفونها هنا بالشفشقة. والشفشفة يعني تاخذ حق غيرك نهارا جهارا وامام اعين الناس وماف حد يسالك .وهذا ان دل انما يدل على غياب القانون والمحاسبة . وهنا دورنا كصحافة نمثل الراى العام ونعكس ما يدور خلف كواليسة كما اني تعايشت مع واقع الحرب وتفاصيلها . كنت دوما اتلقى اصوات لوم وانتقاد كبير حول تقاعس الدور الاعلامي المحلى في نقل الحقائق حول الممارسات السالبة التي ظلت غائبة عن اعين المسوولين . وناشد مواطنون وافدون بمحلية كرري ابدوا تخوفهم من الرجوع الى بيوتهم في ظل الوضع الغاتم ناشدوا الحكومة بحسم هذه الفوضى وان تقوم بدورها الكامل بالقبض على المتفلتين والخارجين على القانون حتى وان كانوا يتبعون لقواتها النظامية .. احد المواطنات قالت نحن اول اسرة في الشارع  رجعنا بيتنا في الحارة ٢٧ الثورة غرب لكن  مجهولين مسلحين هددوها هي وزوجها باخلاء المنزل بحجة ان سكان المنطقة لم يرجعوا وان وجودهم في تلك الشارع  سيفشل عليهم شفشفة ما تبقى من البيوت قالت هددوا زوجي بالقتل تم طردنا وبعدها مباشرة تم تفكيك عرش منزل الجيران. زكرت هذه الواقعة لأوضح ان بعض النشاز يسيئون لسمعة الجيش السوداني ويمثلون مواقفهم المخزية ضد المواطن في ظل غياب الرقابة والمتابعة وايضا هذا نموذج حي للابتزاز والتهديد هذه قضايا تستحق الاهتمام والمتابعة الدقيقة  وان تتضافر كل الجهود باللتعاون مع المواطنين  الشباب والمرآة في الاحياء واللجان المحلية ومنظمات المجتمع المدني والقوات النظامية  لمحاربة الظواهر السالبة وتشجيع السكان الى العودة لبيوتهم وان يساهموا بانفسهم في اعمار ما دمرته الحرب في مناطقهم  وان يقوموا بدورهم الفعال في نظافة الشوارع والمنازل الخالية وجمع مخلفات الحرب. والعمل الجماعي في نظافة المرافق العامة والمدارس خاصة ان بعض المدارس تم استغلالها لدفن الموتي خلال فترة الحرب . كما ان بعض المدارس كان مخابي لاسلحة المليشيا ومنهوبات ولاية الخرطوم . وبما ان العام الدراسي الجديد على الابواب لنتدارك خطورة الاجسام الغريبة التي تساقطت على المدارس والمرافق العامة واماكن السكن . وكانت سببا في إنهاء حياة اشخاص معظمهم اطفال والجدير بالذكر في الاسبوع الماضي ان احد الاطفال قد وجد جسما غريبا قام بتفجيره على رفاقه مما ادي الى اصابتهم  باصابات خطيرة وتم نقلهم لمستشفى النو لتلقي العلاج . كما ان هنالك حادث مشابه وقع في قرية الفتح حينما وجدت طفلة قذيفة لمضاد طيران وجمعت رفيقاتها وذهبنا بها الى مكان بعيد عن اعين الناس وقامت الطفلة بتفجير القذيفة بحجر بلك فاودت بحياتها في الحال واصابت الاخريات بجروح بالغة . وعلى جهات الاختصاص ان هذه الاحداث تحتاج الى توعية شاملة عبر الاتصال الجماهيرى ووسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للحد من عدم تكرارها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات