الإثنين, يونيو 23, 2025
الرئيسيةمقالاتمتى تعود الخرطوم؟ (4)الجبادة يا كامل إدريس!بقلم : مصطفى عبيدالله

متى تعود الخرطوم؟ (4)الجبادة يا كامل إدريس!بقلم : مصطفى عبيدالله

تمضي الأيام وتتسارع الجهود لعودة الخرطوم إلى سيرتها الأولى، مدينة نابضة بالحياة، مؤسساتها فاعلة وخدماتها مستقرة. ومن بين هذه الجهود الملموسة التحرك الجاد لإدارة الكهرباء التي ما توانت عن العمل من أجل استقرار التيار الكهربائي في العاصمة، عبر خطوات عملية وشجاعة.
في الأيام القليلة الماضية، نفذت إدارة الكهرباء حملة واسعة لاستئصال ما يُعرف بـ”الجبادة” — ذلك النظام البديل المؤقت الذي فرضته ضرورات الحرب والانهيار المؤسسي في مرحلة سابقة، حيث انتشرت الوصلات العشوائية والاشتراكات غير القانونية، في محاولة من المواطنين لسد الحاجة الماسة للطاقة في غياب النظام الرسمي اليوم، وبجهود مقدرة، عاد النظام الإلكتروني (عدادات الدفع المقدم) إلى الواجهة، ليحل محل “الجبادة”، وهو ما قابله المواطنون برضا كبير، ليس فقط لأنه يحقق العدالة في توزيع الخدمة، بل لأنه يمنحهم شعوراً بعودة الحياة الطبيعية والنظام المؤسسي. لم تكن “الجبادة” سوى حل ظرفي قَبِل به الناس كضرورة، مثلما تعاملوا مع كثير من إفرازات المرحلة السابقة، بمرونة وصبر ومن هنا، نخاطب السيد رئيس الوزراء كامل إدريس: الجبادة يا كامل إدريس! إن المرحلة تحتاج إلى قرارات واضحة تضع حداً لزمن الاستثناءات، وتسرّع بعودة الوزارات والمؤسسات الاتحادية للعمل من قلب الخرطوم، لا من المنافي الإدارية بين بورتسودان والخرطوم. عودة الحكومة الاتحادية للعمل من العاصمة ستكون محفزاً حقيقياً لعودة الحياة، ودافعاً معنوياً للمواطنين والقطاع الخاص لاستئناف دورهم الطبيعي.
توحيد الجهود بين الحكومة الاتحادية وولاية الخرطوم أصبح ضرورة قصوى. فالخطوات الولائية مثل ما تقوم به إدارة الكهرباء تحتاج إلى غطاء سياسي وإداري منسجم يدعمها ويكمل مسارها. ليس مقبولاً أن تظل الخرطوم تتعافى ببطء بسبب تباطؤ القرارات المركزية .. في المحصلة، أهل الخرطوم يريدون وطناً يعود إليهم… مدينة تخطو بثبات إلى الأمام. والفرصة الآن سانحة، فالناس أبدوا استعدادهم، وهم أكثر قبولاً للتغيير الإيجابي، بعد أن أثبتت أزمة الكهرباء أن العودة إلى النظام المؤسسي ممكنة عندما تتوفر الإرادة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات