الأحد, أغسطس 3, 2025
الرئيسيةمقالاتالجيل Z في السودان: وعي متجدد أم لامبالاة متعمقة؟ بقلم : الطيب...

الجيل Z في السودان: وعي متجدد أم لامبالاة متعمقة؟ بقلم : الطيب الفاتح أحمد الشمبلي : المجد نيوز


في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها السودان، يبرز جيل جديد يعرف بـ”جيل Z”، وُلد وترعرع في زمن الحروب المتكررة والتحولات الرقمية السريعة. هذا الجيل الذي يحمل على عاتقه أعباء وطن يعاني من الانقسامات والصراعات، يقف أمام تساؤلات جوهرية: هل هو جيل واعٍ سياسياً قادر على إحداث تغيير جذري، أم أنه يرزح تحت وطأة الإحباط واللامبالاة؟

شهد السودان ثورة ديسمبر 2018 مشاركة واسعة من الشباب، خاصة من جيل Z، الذين كانوا عنصراً فعالاً في المظاهرات والاعتصامات، مستخدمين التكنولوجيا ووسائل التواصل لنقل الأحداث والتعبير عن مطالبهم. لكن بعد مرور أكثر من أربع سنوات، يبقى السؤال: هل تحولت تلك المشاركة إلى واقع سياسي ملموس، أم أن صوت الشباب ظل محصوراً في فضاء الإنترنت؟

يرى محللون أن الجيل Z يواجه تحديات كبيرة، منها غياب المؤسسات التي تدعم الشباب، وانتشار الفساد السياسي الذي يعوق الإصلاح، إضافة إلى ضبابية المشهد الإعلامي حيث تتداخل المعلومات الحقيقية مع الأكاذيب والتضليل. هذه الظروف أسهمت في خلق حالة من الإحباط والعزوف السياسي، وهو ما قد يفسر اللجوء إلى ما يُوصف بـ”اللامبالاة السياسية”.

يقول الصادق خليفة ، شاب سوداني في العشرين من عمره، إن “الشباب تعبوا من الوعود السياسية التي لا تتحقق، ومن واقعٍ لا يوفر لهم فرص عمل أو حياة كريمة، لذلك قرر الكثيرون الابتعاد عن المشاركة السياسية حفاظاً على صحتهم النفسية”.

لكن رغم كل هذه التحديات، لا تزال التكنولوجيا تمثل متنفساً مهماً لجيل Z في السودان. فهي أداة للتواصل، والتعبير، وتنظيم المبادرات المجتمعية، وحتى تشكيل مجموعات ضغط تدفع نحو التغيير. غير أن النجاح في تحويل هذا النشاط الرقمي إلى قوة مؤثرة على الأرض يبقى مرتبطاً بوجود إرادة سياسية ومجتمعية حقيقية لدعم الشباب وتمكينهم.

في هذا السياق، يطرح المختصون سؤالاً مهماً: هل المجتمع السوداني والدولة مستعدان لاحتضان هذا الجيل وتوفير الفرص له، أم أن الجيل Z سيظل هامشياً في المشهد السياسي والاجتماعي؟

الجيل Z في السودان ليس فقط رقمًا في الإحصاءات، بل هو عامل فاعل يحمل في طياته إمكانيات التغيير والنهضة، أو قد يصبح الحلقة الأضعف في دوامة الاستسلام. لذا، فإن مستقبل السودان مرتبط بشكل وثيق بمدى قدرة هذا الجيل على تجاوز الإحباط وتحويل وعيه الرقمي إلى فعل سياسي واجتماعي مؤثر.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات